تا ريخ اولادعقيل بن ابي طالب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عقيدة وتاريخ وسياسة وانساب


    الأصولية الغربية المتطرفة.. المفهوم والممارسة

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 49
    تاريخ التسجيل : 30/10/2009

    الأصولية الغربية المتطرفة.. المفهوم والممارسة Empty الأصولية الغربية المتطرفة.. المفهوم والممارسة

    مُساهمة  Admin الجمعة نوفمبر 13, 2009 11:36 pm

    الأصولية الغربية المتطرفة.. المفهوم والممارسة

    أزراج عمر *

    يمكن إدراج تصريح بابا الفاتيكان بأن المسيحية دين المنطق والإسلام ليس كذلك ضمن إطار هوس الأصولية المسيحية المتطرفة، لقد جاء هذا التصريح في المحاضرة التي ألقاها بألمانيا مؤخرا، وفي هذا السياق ينبغي التذكير بأنه منذ أحداث 11 سبتمبر برزت كتابات كثيرة تنذر بصراع الحضارات، وهناك من تحدث عن صراع الأصوليات كما فعل الكاتب البريطاني - الباكستاني الأصل السيد طارق على في كتاب يحمل عنوانا بهذا المعني، وفى الواقع فإن بابا الفاتيكان لم يسجل سبقا في هذا الشأن حيث أننا نجد عددا كبيرا من المثقفين الغربيين من السياسيين والمستشرقين والفلاسفة تميزوا بالفكر الأصولي المغرق في الانغلاق ورفض الآخر المتمثل في الإسلام.

    فالفيلسوف (باسكال) قد جهر في كتابه الشهير "خواطر" أو "أفكار" بأن الحقيقة لا توجد خارج حدود جبال البرانس، وأكثر من ذلك فقد وجه كلاما بذيئا للرسول صلى الله عليه وسلم. فـ(باسكال) انطلق في تقييمه التعسفي للإسلام من منطلق مسيحي أصولي، ويستغرب المرء أن يقع هذا الفيلسوف والعالم الكبير في هذا النمط من التفكير غير الموضوعي والمنافي للحقائق. ونجد أيضا شخصية مهمة في التاريخ الحديث مثل (لورانس العرب) واقعة في فخ الفكر اللاغي للآخر، ففي كتابه "أعمدة الحكمة السبعة" أصدر حكم قيمة بأن العقل العربي غير مؤهل لإنتاج الفلسفة.

    إنه يعتبر العقل العربي قاصرا وهذا القصور ظاهرة طبيعية فيه، فحتى الفيلسوف الألماني الذي شغل ولا يزال يشغل الفكر العالمي عبر القارات لم يسلم من الأصولية الفكرية ذات الجذور المسيحية. أليس هو القائل في كتابه "مقدمة لفلسفة التاريخ" بأن "الوعي يكتمل فقط في الغرب"، لقد صرح بذلك في الفصل الخامس من هذا الكتاب الذي عنونه بـ "الأساس الجغرافي للتاريخ".

    وعلى ضوء ما تقدم فإننا نصطدم بعنقود من الأصوليات منها الدينية والعرقية والثقافية، والأيديولوجية في الفضاء الغربي ومما لا شك فيه أن التصنيفات والترتيبات التي تقدم بها علماء الفيلولوجية الغربيين لا تخلو من النزعة الأصولية وذلك في نظرياتهم عن المجموعات اللغوية وأصولها، أو لنقل، أصولياتها.

    وفى هذا السياق سأحاول رصد بعض الدراسات التي تحدد مفهوم الأصولية، سأبدأ بإلقاء نظرة على بحث الدكتور حيدر ابراهيم "على مفهوم الأصولية: التاريخ والمعنى"، المنشور على صفحات مجلة "قضايا فكرية" المصرية - عدد أكتوبر 1993، ففي تقصيه لتاريخ مفهوم الأصولية كتب موضحا يرى (جيمس بار) هو مرجع أساسي في الأصولية، "أن الكلمة جاءت من عنوان سلسلة نشرات أو كتيبات سميت الأصول أو الأساسيات والتي ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة 1910 ـ 1915م واستخدم فيها مصطلح الأصول ليعنى عناصر العقيدة التقليدية أي النص كوحي وسلطة، وألوهية المسيح ومعجزة إنجاب مريم العذراء وغيرها من الثوابت التي يراها الأصوليون المسيحيون اليوم".

    بعد أن يسجل الدكتور على بأن هنالك من يقول بعدم صحة إطلاق هذه التسمية على الأصوليين لأن مواقفهم أقل ضيقا وأكثر تعقيدا ومعرفة أقل جلافة وصدامية مما أظهره كتّاب "نشرات الأصول وخلفاؤهم المباشرون"، فإنه ينقلنا إلى مرجعية مسيحية أخرى للأصولية وهى البروتستانتية وبهذا الخصوص فإن هذا النمط من البروتستانتية قد نشأ في الولايات المتحدة وهى نتاج عشرينات القرن العشرين. وبعد تحديد المرجعية، أو لنقل المرجعيات الأصولية المسيحية كمفهوم يبقى الدكتور حيدر ابراهيم على الباب مفتوحا لمرجعيات أخرى.

    وهنا أريد أن أتوقف عند الخلاصة التي يقدمها من أجل توضيح الركيزة الفكرية للأصولية أو للأصوليات: تلتقي كل الأصوليات حول فكرة أن النص الموجود والذي ترجع إليه يحتوى على مجموعة من الحقائق الحيّة الخالدة، أي صالحة لكل زمان ومكان وهذا ضمان معصوميتها من الخطأ. لذلك تعتبر الأيديولوجية الكتاب أو النص الذي يتخذ كمرشد مكتف ذاتيا أي توجد فيه الإجابة على كل الأسئلة الحاضرة أو القادمة.

    أترك بحث الدكتور حيدر ابراهيم علي الغني بالمعلومات والأفكار المتصلة بمفهوم وتاريخ نشأة الأصولية وخاصة في طبعتها الأمريكية وأعرج الآن على ملخص بحث آخر لكاتب غربي وهو (كلاوس كينتسلر) الذي قدمت له عرضا الأستاذة المصرية هدى أحمد عيسى ومنشور في نفس العدد من مجلة "قضايا فكرية" التي ذكرتها آنفا.

    منذ بداية عرضها تؤكد بأن الأصولية الجديدة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية قد تزعّم حركتها (س. ل. لوس) وذلك في عام 1920، وهنا ترى بأن "الاتجاه الأصولي المسيحي يتمثل في أوروبا في أحد تيارات البروتستانتية الإنجيلية المحافظة وإلى جانب انتشاره في أمريكا فهو ينتشر في المملكة المتحدة بصورة واضحة وله إرساليات تبشيرية في دول أوروبية عديدة ويبلغ عدد أعضائه المسجلين عدّة ملايين ينتمون إلى مذاهب كنسية مختلفة".

    وتشير هدى أحمد عيسى بأن "الأصولية الأمريكية قد تحولت إلى حركة قومية محافظة امتزجت فيها العناصر الأخلاقية والدينية والسياسية"، وقد برزت - حسب تقديرها - هذه الحركة خلال الحرب العالمية الأولى، وأما الدكتور سمير كرم المفكر المصري فيبحث في التطرف الديني في مجتمع متقدم "ظاهرة الجماعات في أمريكا".

    يلاحظ الدكتور كرم "أن الظاهرة الدينية في الولايات المتحدة الأمريكية لافتة للنظر". فنجده يقتبس عن نتائج سبر الآراء في الشارع الأمريكي ليؤكد "أن سيادة الروح الدينية في هذا البلد كانت وراء انتخاب رؤساء أمريكا الثلاثة الأخيرين قبل بيل كلنتون، وهم جيمي كارتر "1976"، ورونالد ريغان "1980 - 1984" وجورج بوش الأب "1988"، لأنهم جميعا محافظون أي أقرب إلى الدين. كما كان لا بد من إشارة إلى أنّ أول زعيم أسود رشح نفسه في انتخابات الرئاسة وهو القس جيمي جاكسون هو رجل دين".

    وفضلا عن ذلك فإن الدكتور كرم يتكيء على تجربته الشخصية كمراقب أجنبي حيث لاحظ "انتشار الكنائس في الدولة الأمريكية انتشارا مذهلا"، ويلاحظ أيضا "وجود صراع حاد في الحياة الأمريكية بين مؤيدي نظرية الخلق الدينية وبين دعاة نظرية داروين التي تنطلق من الاعتقاد بالتطور وليس بالخلق".

    ومن هنا يستنتج المرء بأن الديموقراطية الأمريكية التي تعتمد على الفصل بين الدين وبين الدولة حسب الدستور الأمريكي بدأت تشهد تحولات وذلك بسبب استخدام ورقة التدين والدين في الانتخابات والتي أبرزت الأيام أنها قد لعبت ولا تزال تلعب أدوارا حاسمة في ترجيح كفة المترشحين الأصوليين. ولعل حالة الرئيس جورج دبليو بوش أنصع دليل على ما تشهده الولايات المتحدة الأمريكية من التحول وبروز الدين في داخل هرم السلطة، يقدر الدكتور سمير كرم عدد الجماعات الدينية الأصولية المتطرفة الأمريكية أنه يتراوح ما بين ألفين وخمسة آلاف جماعة، ويقدر العدد الإجمالي لأعضائها أنه يتراوح بين 10 ملايين و20 مليون شخص.

    إن المشكلة الكبرى التي تبرز أمام الباحث في شؤون الحركات الدينية الغربية المتطرفة تتمثل في عدّة نقاط منها:

    1 - "تحول الدين إلى مسوغ وبعد من أبعاد الحياة السياسية وهذا يعني أن ما يسمى بالنضج العلماني في إدارة شؤون الحكم بعد يتعرض للانسحاب.

    2 - "ارتباط الجماعات الدينية الغربية المتطرفة بالحركة الصهيونية وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية. في الماضي كانت الحركات العرقية الغربية تعادي اليهود وتبطش بهم ولا تزال هذه الحركات موجودة وتتمثل في الاتجاهات التي تتغطى بغطاء القومية.

    هذه الاتجاهات القومية المتطرفة رغم أنها تظهر نفسها بمظهر العلمانية ولكنها لا تخلو من الاحتماء بالهوية المسيحية. وتمثل تهديدا للأقليات الأجنبية المقيمة في أوروبا ـ الغرب، وأكثر من ذلك فإنها لم تصرح عن فصل نفسها عن التيارات المدعوة بالمحافظين الدينيين الجدد في الفضاء الغربي.

    3 - "إن التيارات المسيحية الأصولية المتطرفة وصلت إلى الحكم في عدد من البلدان الغربية وخاصة في أمريكا، وتتأتى خطورة هذه التيارات من تقسيم العالم إلى قطبين متعارضين أبديا وهما قطب الشر وقطب الخير الذي ترى بأنها تمثله في حين تمثل الحركات الإسلامية قطب الشر.

    إن هذه الحركات المتطرفة تعتمد النظرية الفكرية التي تتأسس على الثنائيات المتضادة على نحو لا ينتهي، وترفض التاريخ كحركة متعددة الأبعاد، وتحصر العقلانية الحضارية في المركز الغربي في حين تحشر الفضاءات اللاّغربية فى خانات اللاعقل.

    * عن (العرب) التي تصدر في لندن]
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 49
    تاريخ التسجيل : 30/10/2009

    الأصولية الغربية المتطرفة.. المفهوم والممارسة Empty رد: الأصولية الغربية المتطرفة.. المفهوم والممارسة

    مُساهمة  Admin الجمعة نوفمبر 13, 2009 11:41 pm

    عندما تخرج الحشرات من جحورها!

    الشماس أبو آشور

    والله لقد شابت رؤوسنا ونحن شباب ونحن نعاين العجب العجاب قي هذا الزمن السفيه الردئ وترى حتى القردة تتطاول على الأسود، والفئران خرجت من جحورها تتمختر تتحدى السباع.

    أيتها السافلة كترينا - كترو - الياس ميخائيل يا شاهدة الزور قي مهزلة المهازل المحكمة.. ماذا كنت تفعلين في شقوف ونقوب وكهوف البشمركة من مردة البرازاني والطالباني في ايران؟ هؤلاء القتلة المتخلفين الذين بطشوا بالمسيحيين العراقيين المساكين وقتلوا واختطفوا واغتصبوا أبنائهم وبناتهم ولوثوا ودنسوا مقدساتهم وحرماتهم و نهبوا ممتلكاتهم وجعلوهم عبيدا يفرضون على ذكورهم السخرة وعلى إناثهم المتعة في قرى وقصبات شمال الوطن وفرض أغواتهم الجزية على الفلاحين المسيحيين العراقيين في الشمال وحولوا كنائسهم الألفية إلى مواخير ومجالس للفسق وزريبات للبقر والحمير من أمثالك يا كترينا كترو!

    ولقد عانى المسيحيون العراقيون شأنهم شأن جميع العراقيين الذين يرفضون ممارسات أغوات عائلات البرازاني والطالباني الإقطاعية الأمرين في شمال الوطن حتى جاء بيان الحادي عشر من آذار لينقذ أبناء العراق من سكنة هذه المناطق، من براثن لصوص البشمركة وقطاعي الطرق من العصاة الأكراد. لقد منح حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي الحكم الذاتي للأكراد وذلك ما لا يحلم به اي كردي في ايران المجوس أم في تركيا حيث يطارد حتى الكردي الذي يتجرأ بالتكلم بلغته، كما منحت حكومتنا الوطنية الحقوق الثقافية لجميع الأقليات الأخرى من سريان وصابئة وآخرين فانتشرت الصحف والمجلات ومراكز البحوث والنشرات العلمية والمهرجانات الثقافية بلغات هؤلاء العراقيين برعاية الحكم الوطني وبالدعم المالي الضروري والسخي.. واليوم تقوم عصابات البشمركة بتكريد القرى السريانية وببركة المحتل الأمريكي المجرم في منطقة الحكم الذاتي حيث ينعدم الأمن بشكل مروع وتسود شريعة الغاب!

    ولكن لا فض فوك أيها المتنبي العراقي تقول عن هؤلاء:

    إذا أكرمت الكريم ملكته / وإذا أكرمت اللئيم تمردا

    يا كترو الياس ميخائيل والملاك ميخائيل براء منك بل عزرائيل والمقاومة العراقية الباسلة بانتظارك.. تقولين في شهادة الزور أنك كنت تناضلين مع الحزب الشيوعي العراقي في نقوب كهوف ايران وحتى الصبيان تعرف أن الشيوعيين ملحدين وها أنك قدمت إلى مهزلة المهازل المحكمة تحملين صليبا والصليب ورسم الصليب- روشما د صليوا - للمؤمنين.. ثم نرى كترو الشيوعية لاجئة سياسية في بلد وحوش الرأسمالية أمريكا.. والله أمور عجيب! غريب قضية! ثم ماذا تفعلين في فيرجينيا الآن وقد حررك أسيادك الأمريكان؟

    ألا خسئت يا كترو ميخائيل وأنت تتطاولين على حزبنا العظيم أمام حبيبنا وقائدنا ورمز العراق وعنوان تاريخه المجيد الرئيس صدام حسين فك الله أسره وفرج الكرب عنه وعن رفاقه في الأسر.. والله نواقيس العراق براء من ذلك الصليب الذي دنسته كتفك العفنة. والله لو كان للخيانة والخسة والقوادة عنوان أو دين أو مذهب أو لون معين لتمنينا ونحن نسمع هذيانك الفج السمج الوقح، أن تبتلعنا الأرض وأن نقضي.. لكنك ايرانية الهوى تتعاونين مع الفرس المجوس ضد أبناء جلدتك.. أيتها السافلة لقد حرر العرب مسيحيي العراق من نير عبودية الأكاسرة عبدة الأصنام الذين فتكوا وأيما فتك بمسيحيي العراق فاقتادوهم كالغنم إلى المجازر لأنهم رفضوا السجود لأباطرتهم الذين كانوا يعتبرون أنفسهم آلهة على هذه الأرض! وكل صلواتنا الطقسية بالكلدانية تلعن وتسب وتشتم ليل نهار الأكاسرة المجوس جنبا إلى جنب "اليهود" الوثنيين واضطهادهم للمسيحيين! فانضوى هؤلاء تحت رايات الله أكبر وقد سمى العراقيون المسيحيون أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب كرم الله وجهه - باروقا - وتعني المخلص بالآرامية ولهذا الموضوع حديث أخر طويل!

    لعنة الله عليك يا كترو الياس ميخائيل إلى يوم الدين! يا عار النصارى، يا سفيهة يا كافرة يا جاحدة.. فأسيادك الأمريكان يحزمون أمتعتهم ليهربوا ودفعة مردي وعصا الكردي.. وستعودين من حيث أتيت أي إلى جحرك النتن القذر وغدا لناظره قريب والله اكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 49
    تاريخ التسجيل : 30/10/2009

    الأصولية الغربية المتطرفة.. المفهوم والممارسة Empty رد: الأصولية الغربية المتطرفة.. المفهوم والممارسة

    مُساهمة  Admin الجمعة نوفمبر 13, 2009 11:43 pm

    ظلال أمريكية على لبنان (1 - 3)

    فائز البرازي/ كاتب سوري

    مقتطفات من كتاب (اغتيال الحريري - أدلة مخفية) للباحث في علم الجنايات بجامعة هومبولت في برلين: (يورغن كاين كولبل)

    بديل عن الخاتمة:

    تسير لجان التحقيق الدولية لكشف جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، بتناغم مع أمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان، وبشكل صارم وثابت نحو إثبات "الأثر الذي يقود إلى سوريا" في هذه الجريمة. وتكون التحقيقات عادة في مثل هذه الحالات الجرمية شاملة لكل الاحتمالات التي يمكن أن تقود إلى المجرمين، وقد حاولنا في هذا الكتاب قدر استطاعتنا، أن نخوض في اتجاهات أخرى غير التي سلكتها التحقيقات الدولية الرسمية، ونستجمع المادة اللازمة على شكل وقائع وأدلة، دون أن نعطي تقويماً نهائياً، وهذا نتركه للقارئ الكريم.

    ورغم كل شيء فإننا سنقدم نتيجة مختصرة لذلك الاحتمال الذي سعى وراءه المؤلف. فبعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية في أواخر الثمانينات، تشكل في الخارج ما يسمى (المقاومة) والتي كانت تتألف بشكل أساسي من مسيحيين موارنة، وعملت في الولايات المتحدة على شكل "جماعات ضغط" - لوبي - مع الكونغرس الأمريكي لتحصل على دعم افدارة الأمريكية من أجل "تحرير لبنان من السيطرة السورية" ومن أجل "تغيير قسري للنظام" في سورية.

    وتبين "التحقيقات" المذكورة في أية "شبكة" لا تزال هذه (المقاومة) تتحرك وهي التي تمتلك طاقة هجومية بلا ريب. إن اتصالات هذه (المقاومة) تصل إلى أعلى المناصب السياسية في كل الولايات المتحدة الأمريكية، و"إسرائيل"، وتدخل عميقاً في ذلك الجو المبهم والمريب لأجهزة الاستخبارات، وكذلك تتلاقى إلى حد كبير مع الاهتمامات الاقتصادية العالمية، وبالتالي مع اهتمامات المحافظين الجدد.

    لذلك نرى أنه لا يجوز لمحقق يلتزم بكشف الحقيقة، أن يُخرج من دائرة الاحتمالات في تحقيقه، إمكانية أن تكون جريمة الاغتيال بحق السياسي ورجل الأعمال الحريري، قد خطط لها ونفذت من قبل بعض "الأشخاص ذوي اليد الطولى" في هذا الخليط من الأشخاص والشركات وأجهزة الاستخبارات. كما تتلاقى المصالح السياسية للإدارة الأمريكية الحالية في الشرقين الأدنى والأوسط فيما يخص "بناء الأمة بالدمقرطة" بلا ريب مع المصالح السياسية لتلك (المقاومة) اللبنانية المقيمة في المهجر، وكذلك الحال، دون أدنى شك، مع الأهداف الاقتصادية.

    كما لا أعتقد أن هذه الدوائر عاجزة عن تجنيد بعض الأشخاص المجرمين، سواء كان ذلك من (المقاومة) نفسها، أو من أجواء أخرى، ودعمها بالتخطيط وكل الإمدادات اللازمة لتنفيذ هذه الجريمة، عن طريق الصلات الوثيقة مع المراكز السياسية العليا وأجهزة الاستخبارات. مع ذلك أريد أن أترك للقارئ المهتم أن يصل إلى مثل هذه الاستنتاجات ولكنني أتحمل مسؤولية كل التفسيرات الخاطئة والأخطاء الموضوعية، إن وجدت في هذا الكتاب.

    يورغن كاين كولبل



    رفيق الحريري/نبذة:

    1944 ولد في مدينة صيدا / لبنان. في عائلة متواضعة: والدان وشقيقان: شفيق، وبهية.

    1965 بدأ دراسة المحاسبة في الجامعة العربية وكان عضواً نشيطاً في حركة القوميين العرب، وترك الدراسة في العام نفسه لعدم قدرته على دفع نفقاتها، وذهب إلى السعودية، وعمل مدرساً للرياضيات، ثم في شركة هندسية.

    1969 أسس شركة توريد سماها / سيكونست / وخلال بداية أعوام السبعينات، تطورت إلى مؤسسة كبيرة:

    عروض بناء خاصة وحكومية.

    1977 اخترق كل الحواجز وأصبح (يكسب ذهباً) وبنى قصر للقمة الإسلامية في الطائف خلال ستة أشهر.

    1978 منحه "الأمير فهد" الجنسية السعودية تقديراً على إنجازه.

    1979 اشترى شركة البناء الفرنسية العملاقة (أوجيه) وأسس شركة (أوجيه الدولية) ومركزها باريس.

    1980 صنف ضمن 100 أغنى رجل في العالم. وتوسعت "إمبراطوريته" وأنشأ: شبكة المصارف في لبنان

    والسعودية، شركات تأمين، شركات صناعية.

    أعوام الثمانينات: عمل مبعوث شخصي "للملك فهد" في لبنان وامتد نشاطه إلى سورية.

    1986 عمل كل ما في جهده، من أجل عودة (إلياس حبيقة) قائد القوات اللبنانية إلى لبنان. قبل أن يفر ثانية إلى باريس لصدامه مع: وليد جنبلاط، الجميل، نبيه بري.

    1987 عرض الحريري "لإنهاء الحرب اللبنانية" والخروج من المأزق السياسي، 30 مليون دولار على الرئيس اللبناني (الجميل) ليتنازل عن الرئاسة قبل انتهاء ولايته بستة أشهر، ومبلغ 500 مليون دولار في نفس الوقت على السوريين، مقابل أن يوافقوا على تنصيب (جوني عبدو) رئيس الاستخبارات اللبنانية كرئيس.

    1989 كان الوسيط "السعودي" داعياً جميع الأطراف إلى مدينة "الطائف" وأقنعهم بتوقيع اتفاقية سلام.

    1992 كان مخطط إعادة إعمار بيروت المهدمة جاهزاً للتنفيذ بقدرة قادر. وقام الرئيس (الهراوي) بتسمية الحريري رئيساً لوزراء لبنان. وبذل الحريري فوراً 12 مليون دولار لضحايا الحرب الأهلية وإزالة الركام من شوارع بيروت، وأهدى للرئيس الهراوي قصراً رائعاً. حيث شكره الهراوي على ذلك، بالموافقة على قروض حكومية، ومرر القانون في البرلمان ليقضي بضمان "استملاك العقارات" لصالح شركات الحريري. ثم أصبح رئيساً لهيئة إعمار العاصمة بيروت - على حساب الدولة -.

    1992 - 1993 بدأ تولي شركاؤه من رجال الأعمال مناصب رفيعة في حكومته الجديدة:

    فؤاد السنيورة: المسؤول المالي الأعلى في إمبراطورية الحريري - أصبح وزيراً للمالية.

    بهيج طبارة: أحد أهم محامي شركات الحريري - وزير دولة.

    فريد مكاري: نائب رئيس مجلس إدارة أوجيه / السعودية - وزير إعلام.

    رياض سلامة: الصديق الحميم - حاكم المصرف المركزي.

    1993 بدأت شركته (سوليدير) باستملاك معظم الملكيات في وسط بيروت التجارية، وصرفت للمالكين الأساسيين، مبالغ زهيدة.

    1993 بدأ يرشو الموظفين السوريين الكبار وعائلاتهم، وخاصة العاملين في لبنان من ضباط الاستخبارات، ويشركهم في أعماله في لبنان والسعودية. وصرف 3 مليار فرنك فرنسي على الحملات السياسية في فرنسا للرئيس الفرنسي (جاك شيراك).

    (أعداؤه) قالوا: أنه باع البلد للسوريين وخرب الاقتصاد حيث ارتفعت ديون لبنان الخارجية إلى 18 مليار دولار، نتيجة انسياب المال من بين يديّ الحريري بسهولة، ولأن الفساد كان منتشراً في الحكومة بدون ضوابط، مع انخفاض النمو الاقتصادي من 8% عام 1994 إلى مادون 2% سنة 1998، عام مغادرته رئاسة الوزراء.

    1998 اتهمه "جهاز الرقابة المالية" بالرشوة، واتهمه رئيس الجمهورية لحود بقوله: "أن الحريري يهمل الفقراء بينما يمنح في الوقت نفسه كرئيس للوزراء: إعفاءاً من الضريبة لمدة عشر سنوات لشركته الإنشائية، التي تحتكر أعمال البناء في بيروت والتي تدر المبالغ الطائلة".

    2000 - 2004 عاد رئيساً للوزراء. وكان اللبنانيون قد انقسموا إلى:

    من يعتبره مواطناً صالحاً يفيد الناس بأمواله، ومهندساً للبنان الجديد.

    ومن اعتبره فاسداً جشعاً عمل على زيادة ثروته الشخصية، ويحملونه مسؤولية التسارع في زيادة ديون الدولة، أو سياسة الضرائب الجائرة، والانهيار الاقتصادي للبلد.

    الحقيقة: أن "الحريري" قد أدار الحكومة في لبنان، والبلد بأسره، كشركة خاصة به، وبنى إمبراطورية خاصة عن طريق شركاته. وأنه: كان له تأثير إيجابي على السوريين أكثر من أي زعيم آخر في لبنان.



    المطار الأمريكي في لبنان:

    ذكر الصحفي والمعلق السياسي الأمريكي (واين مادسن) أحد مؤلفي كتاب (الكابوس الأمريكي: رئاسة جورج بوش الثاني)، ذكر بتاريخ 11/3/2005 أن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري قد "تم إقراره بموافقة (إدارة بوش) وحكومة (شارون) الليكودية".

    "كان الحريري معروفاً بمعارضته ومقاومته لبناء "قاعدة جوية أمريكية" كبيرة في شمال لبنان. وأرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تخرج القوات السورية بالكامل من لبنان، قبل أن تبدأ بتنفيذ بناء هذه القاعدة. وقد تعاقد البنتاغون مع (شركة جاكوب الهندسية - مجموعة باسادينا)، لإنشاء هذا المطار الحربي، على أن تقوم (شركة بكتل) بتقديم المساعدات في البناء أيضاً، وهي إحدى الشركات المستفيدة من حرب العراق".

    "من المفروض أن يستخدم هذا المطار، كقاعدة للعبور والإمداد لصالح القوات الأمريكية في العراق، وكمكان لقضاء العطل والاستجمام لكل القوات الأمريكية في المنطقة، ولحماية خطوط نقل النفط في المنطقة (باكو- تفليس – جيحان والموصل – جيحان)، ولزعزعة نظام الأسد في سوريا".

    "أكدت مصادر استخباراتية، أن اغتيال الشخصيات الأجنبية كالحريري وحبيقة، هو في النهاية قرار يتخذه مسؤولان لهما موقعان حساسان في البيت الأبيض، هما: معاون رئيس موظفي البيت الأبيض (كارل روف) ومعاون مستشار الأمن الوطني (إليوت أبرامز). ويعتبر (أبرامز) حلقة الوصل الرئيسية والأساسية بين البيض الأبيض، ومكتب (شارون) للعمليات الاستخباراتية وقسم الاغتيالات السياسية".

    أجاب (واين مدسن) في 14/5/2005 على سؤال حول مصادر معلوماته، بالقول: "كل ما أستطيع قوله أن هذه مصادر فرنسية وبلجيكية ولبنانية. أما التصريح بالأسماء فيعني وضع هؤلاء الأشخاص في دائرة الخطر الكبير في أوروبا ولبنان".

    المافيا:

    (نوربرت ماتيس)، إضافة لـ "محلل رفيع في مدينة لندن" وهو الأكثر وضوحاً؟ ربط بين فضيحة تبييض الأموال التي كشفت في "إسرائيل" بداية آذار 2005، وبين أكبر جريمة في تاريخ لبنان – اغتيال رفيق الحريري - قال:

    "ما يحصل في "إسرائيل" ولبنان ليس له بعد جيوسياسي فقط، وإنما له أيضاً بعد مالي. إذ أنه بعد انضمام قبرص إلى الإتحاد الأوروبي في أيار 2004، فإنها قد أصبحت مضطرة إلى التخلي عن وضعها كمركز مالي للجريمة المنظمة، ولتجارة المخدرات، وتبييض الأموال خاصة من مصدرها الروسي. وهكذا تظهر كل من بيروت وتل أبيب كبدائل جذابة. وهذا ما يفسر الحوادث التي حصلت حديثاً في كل من المدينتين".

    وتقول صحيفة "معاريف" – 18/ 3/ 2005 بعنوان: "أزمة الشرق الأوسط" فضيحة تبييض الأموال "الإسرائيلية": "أن الاغتيال لم يعرقل حلاً سلمياً للأزمة السورية اللبنانية فقط، وغنما قضى نهائياً على طموحات الحريري بأن يجعل من بيروت مركزاً كبيراً لرؤوس الأموال الأوروبية وجنوب غرب آسيا. وقد زار الحريري قبل موته، روسيا واقترح عليها أن تنشئ مصرفاً للتجارة الخارجية في بيروت، بالإضافة لشراكة عمل شاملة في مشاريع مصافي النفط والغاز والاستثمارات العقارية".

    المحافظون الجدد: آتون من خارج الأرض:

    ما الأمر مع أولئك المحافظين الجدد الأمريكيين الذين يراهنون على تخريب الاستقرار في المنطقة؟..

    "ربما بدا هذا السؤال للبعض مستحيلاً أو مخالفاً للواقع، ولكن بالتأكيد ليس للجميع، وكبديل مزعوم على أن المحافظين الجدد "قد أعطوا السماح باغتيال الحريري"، تشير بعض المواقع اليسارية إلى ما نشره الموقع الإلكتروني (للجنة الولايات المتحدة من أجل لبنان حر). حيث يجلس في قيادة هذه الهيئة المحافظة، المفكر اليميني المتطرف (ريتشارد بيرل)، والمحافظ المتشدد المعلق السياسي (دانيال بايبس). ونجد على موقع هذه اللجنة:

    www.Freelebanon.org، إلى جانب صور الإرهابيين العالميين: أسامة بن لادن، فيديل كاسترو.. الخ وصلة في الموقع للعملاء السوريين الكبار في لبنان من اللبنانيين. وبالاعتماد على ورق اللعب الذي استخدمه الأمريكيون في العراق للبعثيين المطلوبين، فقد أشار هذا "الوصل الإلكتروني" أيضاً إلى مجموعة من ورق اللعب في لبنان، وعلى رأس هذه المجموعة، كان "آس الكبا" باسم (رفيق الحريري)، وكتب إلى جانب صورته أنه الأكثر طلباً. تبعه الماروني السياسي (الياس حبيقة) مع شطب صورته لأن اغتياله قد تم سنة 2002. ونذكر هنا أن هذا الوصل الإلكتروني لم يعد اليوم مفعلاً.
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 49
    تاريخ التسجيل : 30/10/2009

    الأصولية الغربية المتطرفة.. المفهوم والممارسة Empty رد: الأصولية الغربية المتطرفة.. المفهوم والممارسة

    مُساهمة  Admin الجمعة نوفمبر 13, 2009 11:52 pm

    ظلال أمريكية على لبنان 2 – 3

    فائز البرازي / كاتب سوري

    مقتطفات من كتاب (اغتيال الحريري - أدلة مخفية) للباحث في علم الجنايات بجامعة هومبولت في برلين: (يورغن كاين كولبل).

    سأضطر هنا إلى عدم التقيد بالتسلسل التسطيري الذي ورد في الكتاب، لضرورات توضيح العرض، وترابط التلخيص مع الالتزام بحرفية الكلمة.

    قوى لبنانية! في المهجر:

    * اللجنة الأمريكية من أجل لبنان الحر: و"حلقتها الذهبية":

    (أسس (زياد خليل عبد النور) اللجنة الأمريكية بتاريخ 22/11/1997 "ليخدم لبنان بنشر مبادئ الليبرالية والديمقراطية التي توجّه سياسة وطننا الأم الولايات المتحدة الأمريكية". ولم يخف عبد النور ولجنته منذ تأسيسها الأهداف السامية المزعومة ، أي تغيير قسري للنظام في سوريا، وتحرير لبنان من السيطرة السورية. وقد عمل أعضاء هذه اللجنة بكل صبر وأناة ودقة، مع حكومات الولايات المتحدة، والحكومات "الإسرائيلية"، جاهدين لتنظيم ما يسمى من وقتها "ثورة الأرز"، وتصرفوا في السنوات الثماني المنصرمة مثل المشرط السياسي الذي يتذرع بكل حادثة سياسية أو اجتماعية في البلدان التي يحكمها أعداؤهم الألداء ، من أجل القيام بهجوماتهم.

    وقد اتهمت هذه اللجنة منذ سنوات عدة "كل السياسيين أصحاب الشأن في لبنان بأنهم عملاء لسورية"، كما برعت هذه اللجنة "بالهجوم الحاد على الحريري". أما العاملون في شبكة "فولتير" الفرنسية، فإنهم ومعهم وسائل إعلام أخرى، على قناعة تامة بأن "اللجنة الأمريكية من أجل لبنان الحر"، قد خططت وحضرت منذ وقت طويل، لهجوم شامل على سورية ولبنان، وأن "أصابعها موجودة بالتأكيد" في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق الحريري. ولكن الزملاء لم يعطوا براهين ملموسة لقناعاتهم).

    (وبلا شك فأن "اللجنة الأمريكية من أجل لبنان الحر"، تحافظ على علاقات وثيقة وقوية مع دوائر الضغط (اللوبيات) "اليهودية والمسيحية"، وتنسق نشاطاتها السياسية بشكل خاص مع سياسة "حزب الليكود الإسرائيلي" عن طريق "المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي". وبالطبع فإن مدير هذا المعهد، (دافيد شتاينمان) ينتمي إلى الحلقة الذهبية من مؤيدي اللجنة الأمريكية و"الإتحاد الأرثوذكسي" و"مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى" و"لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية" (إيباك) و"الائتلاف المسيحي الأمريكي".

    لذلك فإن كثيراً من المراقبين ينظرون للجنة عبد النور، وبحق، على أنها "منظمة حربية إسرائيلية" ضد كل من سورية ولبنان، ولنقل إنها بنية "إسرائيلية" ذات وجه لبناني. ولنذكر مثلاً أن: مايكل ليدين، ودوغلاس فيث، وكلاهما عضو في الحلقة الذهبية لهذه اللجنة، ومعتبران "كعميلين إسرائيليين" منذ زمن طويل، مقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية، قد ضبطا مرات عديدة وهما ينقلان معلومات سرية "للإسرائيليين". كذلك فإن: (ريتشارد بيرل) مشجع هذه اللجنة وأحد دعائمها الأساسية، ضبط متلبساً بجرم التجسس لصالح "الموساد الإسرائيلي". كذلك (إليوت أبرامز) "معاون مستشار الأمن القومي" والذي يعتبر أقوى رجل في السلطة التنفيذية الأمريكية، ينظر إليه على أن ارتباطه مع رئيس الوزراء "الإسرائيلي" السابق شارون و"حزب الليكود"، أعمق وأوثق من ارتباطه مع حكومة الولايات المتحدة التي يعمل فيها. ومعهم الكثير في مثل هذا الارتباط وهم بمراكز السلطة الأمريكية المؤثرة، مثل: فرانك غافيني - دافيد وورمزر - مايكل روبين).

    (لقد أسست "اللجنة الأمريكية من أجل لبنان الحر" بالاشتراك مع "المحافظين الجدد" الذين يساندون "حزب الليكود الإسرائيلي" واليمين المسيحي. ويقول (زياد عبد النور) بأن تأسيسها تم بالتعاون مع "وطنيين لبنانيين أمريكيين" أرادوا أن ينقلوا المصالح الأمريكية إلى المنطقة حتى يتم تحرير لبنان).

    في مقابلة: بين المؤلف، وبين زياد عبد النور، يسأل المؤلف من ضمن أسئلته:

    "هل تتكرم بذكر أسماء بعض الأعضاء المؤسسين الهامين للجنة؟.

    جواب: إنها نوع من الماسونية اللبنانية.

    هل يبوح الماسونيون بأسمائهم؟

    اسأل أعضاء نادي الجماجم والعظام في جامعة ييل).

    (يقول عبد النور في أحد أجوبته: إذا دققت بقائمة الأشخاص الذين وقعوا على كتاب: "إنهاء الاحتلال السوري للبنان: دور الولايات المتحدة الأمريكية" – لإغنك، سترى أن كل هؤلاء الأشخاص وأعضاء الحلقة الذهبية الآخرين، لا يمكن أن يضعوا أسماءهم تحت وثيقة كهذه - كتاب إنهاء الاحتلال السوري - دون أن تكون معرفتهم بي حميمة وهم يعرفون مقاصدي. لقد قرأ الكتاب آلاف الأشخاص في شتى أنحاء العالم. انظر إلى القائمة:

    زياد عبد النور: مالي ومصرفي استثماري دولي مقيم في نيويورك، رئيس اللجنة الأمريكية للبنان الحر.

    إليوت أبرامز: مساعد وزير خارجية سابق ورئيس مركز الأخلاق والسياسة العامة.

    سمير بستاني: رئيس شركة الشركاء الأمريكيون للمشتريات مركزها نيوجرسي.

    جون كاستل: رئيس مجلس إدارة مؤسسة كاستل.

    أنجلو كوديفا - ريمون دبانة - بولا دوبريانسكي - ألان داوتي - ليون إدني - نبيل الحاج - إليوت إنغل - فليب إيبشتاين - دوغلاس فيث - فرانك غافني.

    ريتشارد هيلمان: "مستشار سابق بمجلس الشيوخ، مؤسس حملة المسيحيين للأعمال العامة الإسرائيلية" - حبيب مالك: "عضو مؤسس لمؤسسة حقوق الإنسان الغير حكومية في لبنان" - دانيال ناصيف - ريتشارد بيرل - دانيال بايبس - ويليم روحانا - شارل صهيون... الخ.

    سخر أحد المؤلفين السياسيين الأمريكيين من: مؤلف الكتاب (كولبل) قائلاً: عليه أن يلقي نظرة على أسماء الحلقة الذهبية ليعرف أن "معظم هؤلاء الأعضاء يهود أمريكيون أو "إسرائيليون"، فكيف يقول أن هذه اللجنة منظمة لبنانية؟. يجيب المؤلف (كوبل): حقاً أن كلام (روبت) - الساخر – لا يمكن نكرانه!!.

    تضم قيادة هذه "اللجنة الأمريكية من أجل لبنان الحر" - القيادة هي:

    "الحلقة الذهبية": عدداً من السياسيين والخبراء والمثقفين رفيعي المستوى الذين "قدموا للقضية اللبنانية في الأعوام القليلة الماضية، خدمات جلى ومساعدة كبيرة، كما فعلوا ما استطاعوه أيضاً من أجل صنع السياسة الأمريكية الخارجية باتجاه لبنان".

    وتضم هذه "الحلقة الذهبية"، مجموعة مختارة تتألف من: لبنانيين يمينيين غالبيتهم من المسيحيين، ومن بعض "الإسرائيليين"، ومن "المحافظين الجدد" الحاصلين على أعلى المناصب في الحكومة الأمريكية، والذين يشكلون دعامة أساسية للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية).

    * زياد خليل عبد النور: تطرقت له في السابق، وسأعود إليه وإلى أدواره.

    * "حكومة لبنان الحر في المنفى" وإعلامها: "المؤسسة اللبنانية للسلام".

    * مجموعة "الكتائب اللبنانية" الرسمية الحقيقية.

    * "مجلس الأبحاث الماروني".

    * "المركز اللبناني للمعلومات والبحث في الشرق الأوسط".

    * "التجمع من أجل لبنان الحر / كندا".

    * جوزيف الحاج.

    * وليد فارس.

    * جوني عبدو: رئيس المخابرات اللبنانية السابق.

    * موراي كال/ بروفيسور ناشط وفاعل في حركة المستوطنين اليمينية في "إسرائيل"، تحت اسم "موشي"، وأستاذ في العمل المخابراتي "الإسرائيلي"، وأستاذ مخابراتي للسيد / ناجي نجار ، مدير "المؤسسة اللبنانية للسلام".

    * ناجي ن. نجار: مدير "المؤسسة اللبنانية للسلام"، المرتبطة مع "حكومة لبنان الحر في المنفى". وعنصر الارتباط بين "الموساد" والمخابرات المركزية الأمريكية. وعضو من الجيل القديم من ضباط "القوات اللبنانية" أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، وخدم في المخابرات العسكرية، وكان أفضل ضباط إلياس حبيقة الذي حاول - حبيقة - فيما بعد اغتيال نجار مما أدى إلى صراع بينهما، فر على أثرها إلى "إسرائيل" ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1993. والمهيمن كلياً على (روبرت مارون غانم) الملقب (كوبرا)، لدرجة أن يطلق على "كوبرا" (سلاح ناجي نجار العجيب).

    * روبرت مارون غانم "كوبرا": كان خلال الحرب الأهلية في لبنان من ضباط "القوات اللبنانية"، وفي جهاز مخابراتها العسكري. وفي فترة الحرب كان الحارس الشخصي لإلياس حبيقة، ثم فيما بعد "الحارس الشخصي لأرييل شارون". يقول "كوبرا": كل قياديي المخابرات "الإسرائيلية" كانوا يثقون بي ويحترمونني، وكانوا يعلمون أنني عميلهم، وكان شارون يناديني باسمي الحركي ويقول أرسلوا إلي كوبرا، لا أريد سائقي الشخصي، بل أريد أن يكون كوبرا هو سائقي. - حاتم روبرت م. كوبرا: "من إسرائيل إلى دمشق" الفصل الرابع-. وهو مجرم حرب قال بنفسه في آذار 2005، أنه أثناء الحرب الأهلية قتل بيديه حوالي 400 إنسان، وشارك في قتل 1000 شخص آخر. يسكن في باريس منذ 1997، وبدأ بكتابه "من إسرائيل إلى دمشق" عام 1999، بكشف الأسماء والمجازر والأدوار، وخاصة لعدوه "إلياس حبيقة"، وأدواره في الاغتيالات السياسية، منها محاولة اغتيال (سليم الحص)، وزير التربية عام 1984، - وليد جنبلاط - أمر تصفية أربعة دبلوماسيين إيرانيين - نسف المقر الرئيس لـ"حزب الكتائب" 1982، وقتل رئيس الجمهورية المنتخب (بشير الجميل) و23 عنصر من المليشيا التابعة له، - قتل (طوني فرنجية 1987) محاولة قتل مصطفى سعد النائب في البرلمان حيث قتلت ابنته ناتاشا - ادعى بما كتب عن: تلقي (سعيد ميرزا) المحقق اللبناني، رشاوي دائمة من "إلياس حبيقة" وقوله أنه رآها عدة مرات بعينيه.

    * "حراس الأرز" - اتيان صقر – (أبو أرز): مليشيا يمينية مسيحية. تقارب حركة سياسية يمينية متطرفة، أعضاؤها يتشكلون برئاسة رجل يدعى إتيان صقر مولود في جنوب لبنان 1937 خلق هذه الحركة عام 1975 وشحذ هممهم أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، رفع شعار رسمي للحركة: (واجب كل لبناني أن يقتل فلسطينياً) متابعاً "القدوة له" والأب الروحي في الولايات المتحدة، الجنرال (شريدان) الذي رد على قول (توسووي) زعيم قبيلة (كومانتش): "أنا هندي أحمر"، بالقول: "إن الهنود الحمر الجيدين هم الذين ماتوا فقط".

    ساهم صقر وميليشياته عام 1976 بارتكاب المجزرة التي ذهب ضحيتها مالا يقل عن ثلاثة آلاف فلسطيني بين رجل وامرأة وطفل في مخيم تل الزعتر شرقي بيروت. وكان يبث الجرأة في نفوس محاربيه بالعبارات التالية "إن كنتم تشعرون بالتعاطف مع النساء والأطفال الفلسطينيين، فتذكروا أنهم شيوعيون وسوف يخلفون شيوعيين جدد". وكتب (موردخاي نيسان) أستاذ في مدرسة "روتبرغ الدولية" التابعة لـ"الجامعة العبرية في القدس"، وعضو الحلقة الذهبية التابعة للجنة الأمريكية من أجل لبنان حر: "إن تعاونه مع "إسرائيل" أدى إلى توجيه الانتقادات له". لقد رحب علناً بزحف القوات "الإسرائيلية" عام 1982، حيث كان "صقر" يؤمن بمصير مشترك يربط بين الشعبين "اليهودي" واللبناني في "شرق أوسط جديد".

    كتب "صقر" في فبراير / شباط 1998، طلباً مؤلفاً من أربع صفحات، دعا فيه إلى تحويل المنطقة العازلة في جنوب لبنان إلى "منصة انطلاق من أجل تحرير لبنان".

    لم يتغير طريق "حراس الأرز" أو هدفهم قيد أنملة. يقول صقر: "أقول بكل تواضع إن الطريق السياسي الذي يسير عليه حراس الأرز الآن، لم يتغير منذ 1975، وسوف لن يتغير في المستقبل. نحن نمثل المعارضة الحقيقية التي لا تسمح بالحلول الوسط".

    يعيش "صقر" اليوم بطمأنينة في "إسرائيل" ولا يزال زعيم (الجبهة اللبنانية)، المجمع الرئيسي لجميع المسيحيين اليمينيين وحراس القتلة. وهو ينسق أنشطة جماعته من الخارجين على القانون، مع "اللجنة الأمريكية من أجل لبنان الحر"، ومع "حكومة لبنان في المنفى" المريبة، والتي تتخذ من القدس وواشنطن مقراً لها.

    * بشير الجميل.

    * إلياس حبيقة.

    * وحدة الإرهاب "الإسرائيلية" اللبنانية "504": تضم "شين بيت" الجهاز المسؤول عن الأمن الداخلي في "إسرائيل"، وحدة خاصة من "جيش لبنان الجنوبي" قوامها أكثر من 250 عضواً تم تجنيدهم من قرى جنوب لبنان لأنهم يتكلمون بلهجة عربية تشبه اللهجة الفلسطينية، وبالمناسبة: يتذكر المرء هنا اللهجة الغريبة للمتصل المجهول الذي اتصل بمحطة "الجزيرة" عقب مقتل الحريري. كما جندت "قوات الجيش الاسرائيلي" حوالي 1500 عنصر من عناصر "جيش لبنان الجنوبي" السابقين. يقول (موراي كال): "أعاد الإسرائيليون في صيف عام 2000 تنظيم ما يدعى بـ"الوحدة 504" المتخصصة في الجاسوسية داخل لبنان وبدأوا بتدريبها، حيث تم تدريبهم على: التجسس، حرب العصابات، القتل والتسلل، استخدام أحدث الأساليب في إعداد السيارات المفخخة".

    تقيم "إسرائيل" منذ سنوات سجناً سرياً وهو عبارة عن "بناء كبير من البيتون (الاسمنت) لا يمكن لسجين أن يفلت منه" وقد أعطي لسم "القاعدة 1391" وهو غير موجود على أية خارطة، كما أزيل من الصور الجوية. وهو جزء من معسكر تابع لـ"جيش الدفاع الاسرائيلي"، وهو في الوقت نفسه، قاعدة "الوحدة 504"، سيئة الصيت.

    حقاً فإن مجالات نشاط هذه الوحدة الخاصة "504" متعددة جداً: من التعذيب إلى العزل، إلى التجسس، إلى القتل، ويبدو أن هذه الوحدة قد أقامت شبكة كبيرة من العملاء، يكفي ما ذكر أنه في عام 1998 تمت مداهمة حلقة تجسس مؤلفة من 77 شخصاً، وحكم على 57 منهم في لبنان بالموت بسبب تعاملهم مع "إسرائيل" من خلال هذه الوحدة. لكن في صيف 2000 ازدادت رؤوس هذا الفعوان نتيجة تجنيد عناصر جيش لبنان الجنوبي.

    وعلمت مصادر (موراي كال) "الأمنية الغربية" "أن عناصر من الوحدة 504 قد سافرت لقبرص من أجل الاستعداد للتسلل إلى عدة مناطق لبنانية"، وكشفت "المصادر" أيضاً عن خطط (اتيان صقر) زعيم "حراس الأرز"، لتجديد الخلايا في صفوف الشباب المسيحي، مع نوع من "التعبئة" لقسم من القوات السابقين الذين كانوا قد هاجروا إلى كندا وأستراليا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية).

    لمطالعة الحلقة الأولى اضغط هنا







    ظلال أمريكية على لبنان 3 - 3

    فايز البرازي/ كاتب سوري

    مقتطفات من كتاب (اغتيال الحريري – أدلة مخفية) للباحث في علم الجنايات بجامعة هومبولت في برلين: (يورغن كاين كولبل).

    القرن الأمريكي الجديد:

    منذ بداية أعوام التسعينات، تتربع ما تسمى الإستراتيجية الكبرى على رأس الاهتمامات والبرامج. وهي عبارة عن نظام عالمي جديد يهدف إلى ضمان "عولمة الرأسمالية"، والتوصل إلى بناء إمبراطورية أمريكية دائمة.

    وقد احتفلت هذه الأيديولوجية التي يحتضن بيوضها، "المحافظون الجدد" الأمريكيون منذ عقود في مطابخهم السامة، باختراق سياسي كبير بعد أحداث الحادي عشر من أيلول / سبتمبر 2001. وقد قامت مجموعة من الأيديولوجيين "المحافظين الجدد"، والسياسيين العسكريين العاملين في معاهد الدراسات الإستراتيجية ومؤسسات التخطيط الإستراتيجي، بعد أن التأم شملها في بداية السبعينات، بانتقاد سياسة التهدئة وامتصاص خسارة الولايات المتحدة في حرب فيتنام، بتحمل المسؤولية المباشرة للسير في هذه العملية. وقد راهنت منذ ذلك الوقت على المواجهة عوضاً عن التهدئة وكذلك على القوة العسكرية.

    وينتمي إلى الجيل الأحدث من هؤلاء الأيديولوجيين و"المحاربين" الذين "يعتبرون البنتاغون موطنهم الروحي"، تشيني، ورامسفيلد، وباول، ووولفوفيش، ورايس، وأرميتاج، وليبي، وأعضاء "الحلقة الذهبية للجنة الأمريكية من أجل لبنان الحر"، مثل ك فيث، وبيرل، وغافيني. وينظر هذا الجيل الحديث إلى السياسة الخارجية دوماً من منظور عسكري. أما المشاكل الاقتصادية، فيتركونها لليبراليين الجدد ولقادة القطاع الخاص. وكان ولا يزال الدافع الأكبر لهذه الجماعة، هو السياسة. فهم لا يولون أي اهتمام للثقافة ولا للتاريخ أو الاقتصاد. إنهم محاربون سياسيون، دبلوماسيون أحياناً – باول – وغالباً حربيون – رامسفيلد -.

    يبتكر هؤلاء "العباقرة"، خططهم في معاهد أبحاث عديدة "خزانات التفكير". ويشكل "مشروع القرن الأمريكي الجديد" الذي أسسه (ويليم كريستول، وروبرت كاغان) عام 1997، أحد أهم هذه المختبرات العقلية الإمبريالية الجديدة، وأكثرها شهرة وحضوراً وتأثيراً. ومن المنتمين إلى هذا المشروع: جيب بوش، ديك تشيني، فرانسيس فوكوياما، دونالد كاغان، زلماي خليل زاد، نورمان بودهورتس، دونالد رامسفيلد.

    ويوجد العديد من "خزانات التفكير" هذه، ولكن الهام من وجهة نظر جيو-سياسية.. هو: "منتدى الشرق الأوسط" الذي أسس سنة 1990، وأخذ ينمو استراتيجياً وإعلامياً. وهو عبارة عن مركز دراسات للمحافظين الجدد، يساعده ويعمل فيه أشخاص مثل: أبرامز، دوبريانسكي، فيث، كيرك باتريك، ليدين، بيرل، بايبس، وورمزر، وكلهم أعضاء في "الحلقة الذهبية للجنة الأمريكية من أجل لبنان الحر".

    إن علاقة حميمية تم إقرارها رسمياً بين "اللجنة الأمريكية من أجل لبنان الحر"، وبين "حكومة المنفى اللبنانية"، والتي لها مسحة "إسرائيلية" واضحة، يمكنها نتيجة ذلك أن تحقق الهدف الإستراتيجي طويل المدى لكلا المنظمتين السياسيتين اللتين تنشطان "تحت الأرض"، ألا وهو "إقامة حكومة ديمقراطية"! في بيروت، مؤلفة من قوى جديدة كلياً، ومستوردة من المخابرات الخارجية.

    بتاريخ 25/3/2002، قامت "المؤسسة اللبنانية للسلام" بالتعاون مع "اللجنة الأمريكية من أجل لبنان الحر" و"المركز اللبناني للمعلومات والبحث في الشرق الأوسط" و"مجلس الأبحاث الماروني" و"التجمع من أجل لبنان الحر - كندا" و"حراس الأرز"، بكتابة رسالة مفتوحة إلى الرئيس جورج بوش، ووزير خارجيته كولن باول، ومستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس، جاء فيها:

    "نحن الموقعين نود أن نشكركم على العمل العظيم الذي تؤدونه بمكافحة الإرهاب... ولا يمكن أن تستأصلوا الإرهاب من جذوره، دون التوجه ضد الدور السوري واحتلاله المستمر للبنان الذي تستخدمه سوريا كمسرح لإعداد الانتحاريين وخاطفي الطائرات وغيرهم من أعداء السلام والحرية الألداء... إننا نطالب بتشكيل حكومة ثابتة وقوية وديمقراطية ومتوازنة ذات توجه سلمي تجاه الغرب بشكل عام، وإسرائيل بشكل خاص".

    قمة القدس الأولى والثانية:

    هناك اجتماع سنوي في القدس، ويبدو أن هذا الاجتماع قد تفتق عن ذهن شيطان صغير، يطلق على هذه الضجة الإعلامية اسم "قمة القدس" التي مهمتها أصلاً، أن تقود القسم الذي لم يتعفن فكرياً من العالم، إلى نفس المصير من التعفن. لكن مع الأسف لم تصل الرائحة الكريهة لهذه المزبلة الأيديولوجية بعد إلى أوروبا.

    يلتقي فيها: قادة سياسيون وأكاديميون بارزون - كما وصفوا أنفسهم – من أجل (وضع إستراتيجية مشتركة ضد "التوتاليتارية" – الشمولية – في الشرق، والتي يمثلها الإسلام، وكذلك ضد النسبية الأخلاقية للغرب التي تلتهم تصميمنا، على محاربة الشر). ويؤكد السيدات والسادة أن "الإسلام الراديكالي" الآن، بعد الفاشية والشيوعية، ثالث أكبر نظام شمولي خلال القرن الماضي، يهدد الحضارة. وأن "دولة اسرائيل" هي الآن الرمز، وكذلك الحد الفاصل في كل معركة من أجل حضارتنا، وأن قمة القدس سوف تبذل من الآن فصاعداً – 2003 - 2004 – كل جهد لجمع أفضل العقول والنفوس من كل أنحاء العالم، من أجل خلق الأفكار السياسية / الاجتماعية الخلاقة، طبعاً لمصلحة الإنسانية جمعاء).

    ماذا يمكن القول بهذا الخصوص؟ فالدهشة تعقد اللسان، وإليكم قائمة بأسماء المشاركين في القمة. بعضها بالخط العريض وهم الذين يريدون "إنقاذ عالمنا من الشمولية الثالثة"، ومعظم الآخرين كانوا في الوقت نفسه، موضوع البحث في هذا الكتاب. - سأستعرض بعض الأسماء فقط -.

    يوسف بودانسكي – ديفد آيكمان – ايهود أولمرت – بنيامين ناتانياهو – السناتور سام براونباك – ريتشارد بيرل – دانييل بايبس – راشيل ايرنفيلد – السيناتور اليوت انجل – فرانك جافيني – الجنرال منصور أبو راشد / الأردن – ناجي نجار – البارونة كارولين كوكس / امريكا – بروفسور مهنا حداد / الأردن – أ. بالاسيو / وزير خارجية إسبانيا السابق – بيير ريوف / فرنسا – اسعاف حوامدة / الأردن – موراي كال / أمريكا – ل. أ. لاكال / رئيس سابق أوروغواي – السفير سونميز كوكزال / تركيا – ايغال كارمون / رئيس الوحدة الإرهابية "504" ورئيس "معهد الشرق الأوسط للأبحاث الإعلامية – ديفيد بوكاي.

    في "مكتب الشيطان" أو ما يسمى "قمة القدس"، رحب / ريتشارد بيرل / علناً، بتمويل (قمة شن الحرب) من مؤسسة / ميخائيل تشيرني / وهي "منظمة متقدمة للمافيا الروسية في إسرائيل" يقف "تشيرني" على رأسها، وهو متمول روسي من أصل يهودي يحمل جواز سفر "إسرائيلي" ويقيم في أرض شارون، وهناك عدة أوامر دولية بإلقاء القبض عليه تمنعه من السفر خارج "إسرائيل".

    عن إلياس حبيقة:

    نشرت صحيفة "ديلي ستار" البيروتية، بتاريخ 26/6/2001، تصريحاً للبروفيسور الفظ "موراي كال" – ولابد أن نذكره مما مر سابقاً -: "أن إلياس حبيقة قائد الميليشيا الكتائبية في صبرا وشاتيلا – أصبح آنذاك يهدد شارون – والذي ارتكب عمليات القتل، سوف لن يستجوب أو يلاحق قانونياً، حسب مصدر من المحكمة العسكرية. وأن هناك الكثير من الشهود الذين يمكنهم أن "يكسروا ظهر حبيقة").. وأشار إلى "سلاح نجار العجيب" أي: (روبرت مارون حاتم – المدعو كوبرا)".

    وكان حبيقة قد أعلن أنه مستعد أن يدلي بشهادته أمام المحكمة في بلجيكا التي تنظر في الدعوى المقامة على رئيس الوزراء شارون. ويقول حبيقة "عندي إثبات على براءتي من قضية صبرا وشاتيلا".

    ثم، وبالسرعة الممكنة، تم استحضار "سلاح ناجي نجار العجيب". فجأة ظهر (كوبرا) في اليوم التالي، بعد 24 ساعة على تصريحات حبيقة، ظهر في "إسرائيل" بمؤتمر صحفي، وعلى شبكة الأخبار (ANN).

    الثلاثاء 23/1/2002: حصل لقاء سري في بيروت بين إلياس حبيقة، والسيناتورين البلجيكيين. أخبرهما حبيقة فيه، أنه يخشى على حياته. وقال أحد السيناتورين، رئيس اللجنة دوبي: يوم الخميس 25/1/2002 وكانت اللجنة على وشك العودة إلى بروكسل: أنه سأل حبيقة فيما إذا كان يشعر بأنه مهدد، وأن حبيقة أجابه: أشعر بأنني مهدد ولدي شيء لأكشف عنه. زعم حبيقة بأن لديه إثباتات كافية ضد شارون تجعله مكبلاً بالأغلال طوال حياته بسبب الإبادة العرقية. وقال أمام الصحفيين ساخراً: يوم 23/1/2002 مساءاً "أتوقع أن أقتل، وأعجب أني لا أزال حياً حتى الآن"!.

    الأربعاء: 24/1/2002 حوالي الساعة التاسعة صباحاً، غادر حبيقة برفقة حراسه الشخصيين: فارس سويدان، ومتري عجرم، ووليد الزين، شقته في الحازمية، ليتوجه إلى مكتبه في سن الفيل. انفجرت سيارة مرسيدس كانت متوقفة في زقاق ضيق، انفجرت بعنف بما يقدر بـ "22" رطل من مادة (T.N.T) بواسطة جهاز تفجير يعمل بالتحكم عن بعد، قذف الانفجار بقايا متفحمة من جثة أمير الحرب المقتول لمسافة تزيد عن 60 متراً، وقتل في العملية حراس حبيقة الثلاثة وأحد المارة وجرح ستة أشخاص.

    هناك أمر جدير بالاعتبار: في حالة أن حبيقة اتخذ طريقاً آخر، عثر في المنطقة المجاورة على سيارات أخرى محشوة بالمتفجرات متوقفة هناك.

    كذلك: لا يمكن إغفال التوافق بين هذه العملية، وعملية اغتيال رفيق الحريري في 14/2/2005. وبديهي أن كمية المتفجرات التي استخدمت في عملية الحريري كانت أكبر بكثير من تلك التي استخدمت في حادثة حبيقة، وتم تنفيذ كلتا الحادثتين، عن طريق التحكم عن بعد. وكما هو الأمر في قضية الحريري، كانت هناك قبيل ذلك، أعمال بناء في الشارع. وفي كلتا الحالتين، أعلنت – بعد حصول الانفجارين – جهات غير معروفة قبلاً مسؤوليتها. بالنسبة لحالة حبيقة، فقد تبناها "لبنانيون من أجل لبنان حر مستقل".

    هناك ملاحظة هامة: أن وزارة الخارجية الأمريكية، لم تذكر هذه الحادثة على قائمتها التي تضم حوادث الإرهاب في العالم التي وقعت عام 2002 ن ولو بحرف واحد.

    أكد رئيس الوزراء اللبناني آنذاك: رفيق الحريري: "كل شخص على ثقة بأن لهذا الحادث، علاقة بالقضية المرفوعة ضد شارون، وحبيقة هو الشاهد الرئيس..". بعد ثلاث سنوات.. تم التخلص منه هو شخصياً..

    رفيق الحريري:

    يوم الأحد في 29/8/2004 الساعة 20,45 بالتوقيت المحلي لمدينة نيويورك، وضع شخص يسمى "زياد خ. عبد النور" الرسالة التالية في الإنترنيت تحت عنوان: "ياهو! مجموعات – مجموعة الكتائب اللبنانية الرسمية الحقيقية":

    "من: زياد خ. عبد النور

    الموضوع: تحققوا من العملاء اللبنانيين الكبار لصالح سورية.. وكونوا حذرين.

    وطلب المرسل ممن وجه إليهم هذه الرسالة أن يضعوا صورة لهؤلاء العملاء على المواقع الإلكترونية التي حددها، حتى يتأكد منها "الجناة".

    في صفحة "إذاعة البحث عن عملاء سورية الرئيسيين في لبنان"، حتى بعد الاغتيال بمدة قصيرة، نجد على الموقع وعلى رأس قائمة الأوراق في: ورقة (آس الدينار)، رئيس الجمهورية الحالي الجنرال إميل لحود، وقد كتب إلى جانب صورته "الرئيس العميل". وعلى ورقة (آس الكبا)، نجد صورة رئيس الوزراء القتيل رفيق الحريري. ومن جملة "المجرمين" الآخرين!: نبيه بري (آس السبات)، ميشيل المر البتغريني (آس البستون)، إيلي فرزلي، وأمير الحرب الدرزي وليد جنبلاط، وعصام فارس، و.. (الجوكر) إلياس حبيقة "المجرم والعميل المزدوج"، الذي وضع خط أحمر متصالب على صورته لأن أمره قد انتهى بعد أن اغتيل في انفجار سيارة مفخخة.

    ويبدو أن (زياد عبد النور) "اللجنة الأمريكية من أجل لبنان الحر"، لديها ولع بالتفاصيل الصغيرة. فقد قام زياد بالتعاون مع محرره (غاري كامبل) بإعداد ملف كامل عن رفيق الحريري، وبدا أن كليهما يملك معلومات جيدة عن الإجراءات الأمنية الخاصة بخصمهم السياسي. (فعندما يتحرك الملياردير ورئيس الوزراء داخل بيروت، يأخذوا علماً كاملاً. – نشرة "مخابرات الشرق الأوسط" مجلد 3 رقم 7 زياد/ غاري – فسيارة الليموزين التي يستخدمها مجهزة بجهاز قادر على إفشال أية محاولة اغتيال باستخدام سيارة، وتتعطل الهواتف المحمولة الموجودة في المنطقة القريبة، ويخلف موكبه أثراً سيئاً على المتضررين من هذا التعطيل. وكلما غادر منزله يقوم حراسه بدورية بالسيارات في الشوارع من أجل التمويه، ومن أجل الحيلولة دون عملية غادرة ممكنة).

    وقد أعادت صحيفة "دي فيلت" الألمانية اليومية، بعد ثلاثة أيام على وقوع الحادث، ما ذكره عبد النور. وشرحت لقرائها أن: "سيارة المرسيدس التابعة للحريري ذات تصفيح قوي، وكانت مجهزة بأحدث التقنيات لصد الهجمات، منها جهاز تشويش قوي يؤثر على القنابل التي يتم تفجيرها عن بعد. وكان جهاز الحريري للتشويش من القوة بمكان بحيث أن موكبه يؤثر على الاستقبال الإذاعي والتلفزيوني في بيروت عندما يمر، في محيط دائرة قطرها 500 متر".

    وتقول: غادة جابر من صحيفة "صندي تايمز" نقلاً عن خبير أمني، "أن من صنع المتفجرات، قد فاق أجهزة الحريري المتطورة".

    وقبيل الانتهاء من "تحرير هذا الكتاب" تم إعلام المؤلف من قبل خبير يسكن في سويسرا، أن "الحريري قد حزم يوماً أمره على شراء أجهزة تشويش من "إسرائيل"، وكان ضد الحصول على أجهزة تشويش سويسرية. ويذكر صاحب المعلومة أن "المنتج" الذي يعمل أيضاً لصالح "الموساد"، يعلم كيف عملت أجهزته التشويشية، وكيف يمكن تعطيلها.

    وتعتبر شركة "نت لاين كوميو نيكيشن" في تل أبيب، واحدة من شركتين أو ثلاث في العالم فقط، تعرض مثل هذه الأجهزة ذات الكفاءة العالية جداً.

    (ملخص مراسلات بين الكاتب، والشركات):

    - شركة "نت لاين كوميو نيكيشن" ومديرها العام "جل إسرائيلي": لا تبيع الشركة هذه المعدات إلا إلى مراجع سياسية، وليس للاستعمال الشخصي. وينفي إرسال أياً من أجهزتها للسيد الحريري. ومع وجود إمكانية، بحصول الحريري عليها عن طريق السعودية، مع أن قانون رقابة الصادرات "الإسرائيلي" يمنع ذلك. وأنه إذا تحدد رقماً متسلساً لوحدة من منتجات الشركة لأمكن السيد جل أن يخبر الكاتب لمن أرسلها ومتى.

    - شركة "سي. ب. م. إلكترونيكا" مقرها روما ومديرها وصاحبها "ماركو لوسياني": ينكر أن تكون الشركة قد باعت الحريري أجهزة التشويش، ولأنه يتطلب إجازة تصدير من الإتحاد الأوروبي.

    - الشركة الفرنسية "S A" لم ترد على المؤلف.

    سؤال من مؤلف هذا الكتاب، موجه إلى "ديتليف ميليس" رئيس النيابة العامة في برلين:

    "تلقيت مؤخراً من مصدر موثوق في سويسرا، من أخصائي في مجال أجهزة التشويش، خبراً مفاده أن رفيق الحريري كان قد قرر تركيب أجهزة تشويش "إسرائيلية" في سيارات موكبه، وأعرض عن منتجات أخرى. والشركة "الإسرائيلية" المعنية بهذا الأمر، شركة "نت لاين" تنفي بيع مثل هذه المعدات للحريري والحكومة اللبنانية. ووصف فيتزجيرالد في تقريره "الجهاز" ونوعه، أما في تقريركم فلا يظهر أي شيء، لاعن النوع، ولا عن المنتج، هل يمكنكم استبعاد أن تكون الشركة المصنعة "إسرائيلية"؟

    جواب "ميليس": آمل من أجل الكتاب أن تكون مصادرك الأخرى موثوقة أكثر من "المصدر الموثوق في سويسرا" إذا كان المصدر موثوقاً فإن ذلك لا يعني أبداً أن لهذا القول قيمة).

    نتيجة عرضها الكاتب:

    - أكد المصدر السويسري مرة أخرى على تقريره.

    - نفت شركة سي. ب. م. إلترونيكا عملية البيع.

    - الشركة الفرنسية S A / السيد لويجي لونجي / لم يرد.

    - نصرة حسن الناطقة باسم لجنة التحقيق في بيروت، أنها قالت أنها لن تعطي تفاصيل طالما أن التحقيقات مستمرة.

    - ديتليف ميليس رفض إعطاء أية معلومات عن مصدر جهاز التشويش.

    - السيد فيتزجيرالد لم يرد.

    وظلت المشكلة دون حل، تصريح ضد تصريح، وعلى لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، أن تكشف حل اللغز.
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 49
    تاريخ التسجيل : 30/10/2009

    الأصولية الغربية المتطرفة.. المفهوم والممارسة Empty رد: الأصولية الغربية المتطرفة.. المفهوم والممارسة

    مُساهمة  Admin الجمعة نوفمبر 13, 2009 11:59 pm

    المخاضات!؟

    نواف أبو الهيجاء/كاتب وروائي من فلسطين المحتلة يقيم في الأردن

    ليس من المتوقع أن تمضي العملية السياسية الفلسطينية بيسر، حتى وإن سحب الاحتلال جيشه خارج حدود قطاع غزة، مع ضعف هذا الاحتمال الكبير. إذ أن مصلحة الاحتلال، خاصة في ضوء تداعيات الهزيمة العسكرية والسياسية لقيادة أولمرت في الحرب على لبنان. إذا كان هناك من يبرر التشدد الذي يطبع تصريحات المسؤولين في تل أبيب إلى محاولة تعويض لفظي عن الحقيقة المرة والأزمة الراهنة الداخلية فإن ذلك يدعو أيضا إلى مزيد من الحذر في التوقعات بشأن القادم على ساحة الصراع العربي - (الاسرائيلي) - لا الصراع الفلسطيني - (الاسرائيلي).

    عليه إذا كانت قيادتا (فتح) و(حماس) تتحدثان عن اتفاقهما حول تشكيل (حكومة وحدة وطنية فلسطينية) فثمة من يضع العصي في الدولاب بحجة (الاحتكار) الذي تمارسه سلطة (حماس) مع أن هذه السلطة أو الحكومة يجب أن توصف بأنها سلطة فلسطينية أو حكومة فلسطينية، ناهيك عن أن العديد من أعضائها مختطفون وقيد الاعتقال في المعتقلات (الاسرائيلية). وقد يتساءل المرء عن الجهة المستفيدة من إثارة الخلافات بين الفلسطينيين في الوقت الذي تقوم خلاله آلة القتل الاحتلالية بالمجازر، إن في غزة وإن في الضفة الغربية. لنلاحظ أن الاحتلال قتل خلال يومين أكثر من أربعين فلسطينيا في القطاع واعتمد قصف البيوت والأماكن السكنية. معنى التساؤل أن الوقت ليس مناسبا على الإطلاق لمثل تلك التصريحات النارية الصادرة عن هذا أو ذاك من المسؤولين الفلسطينيين. بل إن التركيز ينبغي أن يكون على مسألتين ملحتين:

    الأولى معالجة الوضع المعاشي للمواطنين في ظل الحصار اللئيم المفروض على شعب فلسطين منذ خمسة أشهر ونيف،

    والثانية تطمين الشارع الفلسطيني إلى أن منجزه الأساسي الذي حققته التضحيات الجسام ودماء الشهداء وبسالة المقاومين - الوحدة الوطنية - قائم وتجري المحافظة عليه والتمسك به.

    ليست القضية هي (من يعتلي سدة القرار الفلسطيني) عبر النزاع بين (رئاسة السلطة ورئاسة الوزارة) بل هي المنافسة الشريفة للوصول بالمواطن وقضيته إلى حيث مشارف تؤدي إلى رؤية الضوء في نهاية النفق. وإذا كان الشعب يعاني من القتل والتجويع والعسف فإن السبب لا يكمن فقط في (نتيجة اختياره الحر) في انتخابات المجلس التشريعي، بل كذلك في أجندة الاحتلال واستراتيجيته ورفضه الدائم الإقرار بحقوق شعب فلسطين - حتى تلك المنقوصة التي أمكنه الحصول على اعتراف بها منذ أكثر من ثلاثة عشر عاما. كما أن المناخ السياسي العام الذي أفرزته نتائج العدوان البائس على لبنان، عربيا، ينبغي أن تدفع فلسطينيا في اتجاه يقول بالإفادة المثلى من التجربة. من هنا كان لزاما أن يتجه الطرف الفلسطيني إلى محيط القضية الأصلي - إلى العرب عموما.

    إن محاولة إعادة ملف القضية إلى مجلس الأمن الدولي لا تعني بأية حال (تنفس الصعداء) بل على العكس من ذلك تماما، إنها مرحلة خوض معركة طويلة شائكة ومعقدة وصعبة، حيث التوازنات الدولية لا تميل إلى الكفة العربية عموما أو الفلسطينية خصوصا. كما أن تسليم الطرف الاحتلالي بهذه الخطوة لن يكون سهلا لأنه يدرك أن العودة بالملف إلى مجلس الأمن الدولي محفوفة بالمزيد من التعقيدات بسبب انهماك الإدارة الأميركية بعدد كبير من الملفات من جهة ولأن عوامل الحسم في الملف الفلسطيني مرتبطة بمجمل محصلة الصراعات الراهنة والقضايا الساخنة الأخرى في المنطقة بل في الوطن العربي كله بدءا بملف (دارفور) وصولا إلى الملف النووي الايراني وما بينهما لبنان وسورية وفلسطين أيضا ولا ننسى الملف العراقي الملتهب وتأثيراته المباشرة وغير المباشرة على الملفات والقضايا جميعها، من جهة أخرى، هي بالتحديد مرحلة مخاضات متعددة الجوانب والنتائج التي تبقى طي الغيب ورهينة الأفعال - عربيا وإقليميا ودوليا. وبالتالي لا يجوز أن تنزاح الجهود بعيدا عن المركز المتحكم بفعل الدائرة. لا يجوز إشغال الفلسطينيين بمعارك فات أوانها وكانت نتائجها في غير المصلحة الوطنية الفلسطينية على الإطلاق. يجب الدفع والضغط في اتجاه ترصين الموقف الفلسطيني عبر التمسك بالثوابت المتفق عليها. ثم ألم يجر التوقيع بالأحرف الأولي على (وثيقة الأسرى) قبل الاجتياح (الاسرائيلي) للقطاع؟ هل هناك من يدفع في اتجاه التملص من الاتفاق والإجماع ؟ ولماذا لا تبدأ عمليا (مراسم) تنفيذ الاتفاق؟ والانطلاق من الإحساس الفعلي بمدى المعاناة والتضحيات الشعبية الفلسطينية لابد أن يكون العامل الأوفر حظا لكي تتوفر الأرضية المناسبة لفتح صفحة جديدة تتساوق حد التماهي والتطورات الراهنة بعد أن عرف القاصي والداني أن المسار السابق قد أغلق نهائيا وهو من غير أي مخرج وان العودة إلى وسائل وطرق أخرى أجدى من الجدال العقيم ومحاولة إلقاء اللوم على هذا الطرف أو ذاك. الوقت لا يعمل إلا في خدمة من يستثمره خير استثمار، ومن يتصرف على اعتبار أن الوقت ملكه وأنه يمكن أن يتمهل وينتظر سيكون خاسرا لا محالة، ما ينطبق على الفرد يسري على المجموع.

    وإذا كنا متفقين أن الوقت هو (وقت المخاض) فلا ينبغي الانهماك في الجزئيات والفرعيات والهوامش. لنعد إلى (القضية) - قضية فلسطين بزواياها الوطنية والقومية والدينية والإنسانية. ولا نكون أسرى المماحكات والنزاعات التي أضرت دائما بالقضية ودفع الشعب الفلسطيني الثمن من دماء بنيه ومن عرقه وجوعه وآلامه. وإذا كان مقياس الذكاء المبدئي يقول بالقدرة على الربط مابين أمور وقضايا لا يبدو أنها مترابطة فإن القدرة الفلسطينية على المحك اليوم عبر امتحان إمكانيات الربط بين المخاضات الجارية في المنطقة والعالم عموما.





    فصل في الانفصال

    نواف أبو الهيجاء/كاتب وروائي من فلسطين المحتلة يقيم في الأردن

    قد يكون قرار مسعود البارزاني منع رفع علم العراق الوطني على الدوائر والمؤسسات الرسمية في إقليم كردستان العراق بداية (فعلية) لتنفيذ الانفصال عن العراق، بصرف النظر عن أي تبرير يمكن أن يقدم لتفسير هذه الخطوة. وربما كان القرار القاضي بجعل (كركوك) عاصمة الإقليم ذاته، في عملية لشرعنة الانفصال باستفتاء ذي صلة وثيقة بالقرار المتعلق بمنع رفع العلم العراقي في مدن الإقليم (الحالية) الثلاث.

    لكن مسألة كركوك لا يمكن أن تمر ببساطة، كما أن المسألة بالنسبة لمطامح الكرد حيوية: إن كركوك هي (منجم المشروع) كونها من أغنى المناطق بالنفط على الإطلاق، وهي بذلك إما تسمح أو تمنع توفير (الموازنة الخاصة بمشروع الدولة الكردية - الانفصالي)، عدا عن كونها تضم المزيج العراقي من العرب والكرد والتركمان، ويمكن أن يكون القرار الكردي شرارة إشعال المزيد من النيران الملتهبة أساساً في العراق. ويمكن للمراقب أن يجد تقاربا في (تدرج الأحداث) بين ما جرى في شمال العراق وما يجري في (دارفور) والجنوب السوداني عموما، مستودع الثروة، وتأجيج عوامل تقسيم السودان والانفصال عنه والحال المتشابهة ترسم الدرب المفضي إلى التمزيق: قوات حماية، احتلال، ثم (اتفاقات) ثم خطوات ميدانية للانفصال. ولنذكر جيدا أن الخطوة العملية في العراق جاءت في عام واحد وتسعين بفرض خطوط الطول والعرض وعزل الشمال عن بقية العراق بقوات أميركية فعلا. ويجيء اليوم الفعل ذاته بطريقة أخرى القوات متعددة الجنسيات في عموم العراق - بعد الاحتلال (للتمهيد الفعلي للمشروع).

    ألا يمكن الربط هنا بين قرار مجلس الأمن الدولي (1706) وبين ما يجري في العراق؟ القوات (الدولية) أليست في السودان - إن جاءت - خطوة للفصل ثم الانفصال؟ قد يقال أن هذا الكلام سابق لأوانه، لكن أليست هذه القوات أداة لتنفيذ أجزاء في أجندة الولايات المتحدة الكونية؟ وبما أن الهيمنة الاأمريكية واقع قائم في المحافل الأممية الن تكون القوات عمليا تحت تصرف (الاجندة الامريكية)؟ أما في الجنوب اللبناني فالمسألة مختلفة وإن كانت النوايا المبيتة للصهاينة وحلفائهم في واشنطن غير ما ورد فعليا في القرار (1701) وإن استمرت عملية لي عنق القرار وتفسيره بما يتلاءم وأهداف الحلف الصهيو - أمريكي.

    الحكومات كالأفراد تخطئ وهذا شأنها في التاريخ الإنساني كله، لكن هذا أمر، وأمر مصائر الشعوب والأوطان أمر آخر تماماً.

    فإذا كانت الخرطوم قد أخطأت هنا أو هناك فليس من تبرير لشرعنة (احتلال) أجزاء من الوطن تحت يافطة (قرارات الشرعية الدولية) التي هي في ظل الأحادية القطبية خضوع للإرادة الأمريكية شئنا ذلك أم أبينا.. والدليل أن القرار الخاص بدارفور يشترط موافقة الحكومة السودانية على نشر القوات الدولية في المنطقة لكن الإدارة الأمريكية تصر على أن الشرط لا يعني (الموافقة الرسمية السودانية على نشر القوات) مما يعني أن النية تتجه لإرسال القوة الدولية في كل الأحوال، حتى رغم انف السلطة الرسمية في البلد.

    إنها عملية قسرية تحت التهديد بالقوة الغاشمة الأمريكية التي تتصرف على أساس أنها (إمبراطور) العالم المطلق. والواضح أن النيات تتجه أيضاً إلى إشعال النار المشتعلة أصلاً للوصول إلى أهداف مرسومة ضد وحدة السودان، تماما كما هي الحال بالنسبة للعراق.

    الموقف العربي في الحالتين بدا أكثر من ضعيف: فبالنسبة للعراق يواصل الموقف العربي لعب دور المتفرج، إنْ على دماء العراقيين أم على ما يجري للوطن العراقي الذي يفترض أنه جزء لا يتجزأ من الوطن العربي. وبالنسبة للسودان فأن الترهل هو طابع الموقف العربي الذي عجز عن التأثير حتى على موعد جلسة مجلس الأمن التي فيها تم اتخاذ القرار وكان الموقف العربي (عدم التصويت) بلا أو بنعم تماماً كالموقفين الصيني والروسي.

    إن الامتناع عن التصويت في المجلس لا يقدم ولا يؤخر وبالتالي فالمشاريع تمرر. وهذا ما يدعو إلى مراجعة للمواقف العربية الرسمية بصورة جذرية.

    لنتذكر أن حركة جماعية عربية بشأن الحرب على لبنان استطاعت أن تشطب كثيرا من السوء الذي كان مدرجا في مشروع القرار الخاص بلبنان مما يعني أن العرب ليسوا (عاجزين) بل أن العرب يستطيعون إن أرادوا ذلك.

    الوضع في العراق وفي السودان كما في فلسطين وحتى في لبنان ألا يستدعي تحركاً عربياً فاعلاً لمواجهة ما يدبر للعرب جميعهم، خطوة فخطوة؟ على الأقل ليتحركوا من باب الدفاع المشروع عن النفس، أليس ما يجري في أقطار عربية أربعة ما يدعو إلى التحرك الفاعل قبل أن يسبق السيف العذل وتسري النيران إلى الأمصار العربية كلها؟




    --------------------------------------------------------------------------------
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 49
    تاريخ التسجيل : 30/10/2009

    الأصولية الغربية المتطرفة.. المفهوم والممارسة Empty رد: الأصولية الغربية المتطرفة.. المفهوم والممارسة

    مُساهمة  Admin السبت نوفمبر 14, 2009 12:02 am

    المقاومة هي الحل

    احمد معتوق - سوريا

    ما حصل في لبنان نصر في كل المقاييس، وأن المقاومة وضعت الأمة العربية على طريق الانتصارات، لكن الانتصار الحقيقي له شرطان:

    الأول: على مستوى الأمة يجب أن تحتضن هذه المقاومة وتعمل على تقويتها وتفعيل دورها وهنا يكمن دور كل فرد في المجتمع بدون استثناء ودور مهم للجمعيات الأهلية واللجان الشعبية والهيئات العامة ومؤسسات المجتمع المدني ليطاردوا الأفكار الانهزامية والسلبية الغير مبالية بما يحدث وخاصة لمن يريد أن يصورنا بأننا أمة كتب عليها الهزيمة وجعل لثقافة الهزيمة مبرراتها عند البعض . وبعد معركة المقاومة الأخيرة علمنا يقينا بأن مخزون الأمة الحقيقي من المقاومة ماديا ومعنويا لم يزل معافى وهو مخزون روحي لا غنى للأمة عنه ورغم الحروب التي شنها العدو الصهيوني منذ عقود على الأمة العربية ومخزونها الروحي ورغم سيطرته عسكريا وسياسيا واقتصاديا بقي هذا المخزون بثقافته المقاومة يزداد قوة وصلابة ولم يستطع أعدائنا اجتثاث جذوره من الأمة العربية والإسلامية بل بقي قلعة حصينة عصيت على كل الغزاة مهما كبرت قوتهم وتعددت أسلحتهم وعتادهم.

    لذلك جاءت هذه المعركة في لبنان التي قادها "حزب الله" من بلد عربي ليذكرنا بأهمية الموارد الروحية والمعنوية لهذه الأمة لأننا هنا أمام حزب يطلق على نفسه اسم "حزب الله" وانطلق من بلد عربي هو جزء من هذا الوطن العربي الكبير. فإذا هذا يعني أن مواردنا الروحية التي هي الموارد الإيمانية من جهة والموارد القومية من جهة أخرى هي الأساس خصوصا إذا اقترنت بالعلم واستندت إلى العقل والحكمة والإدارة الرشيدة للإمكانيات تتحول هذه الموارد الروحية إلى قوة ضخمة تستطيع من خلالها فئة قليلة أن تغلب فئة كبيرة بإذن الله.

    الثاني: متعلق بالشرط الأول بأن هذا الشعب الذي تحمل مسؤولية الحرب في لبنان وقطف ثمار انتصاره أن يأخذ زمام المبادرة ليوحد أداة المقاومة في كل الوطن العربي ويضغط على حكامه الذين استسلموا للتهديد الأمريكي وتلويحه بمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يعتمد على نسف كل القيم والمبادئ العربية ومحاولة اقتلاع الجذور الدينية وتعاليمها القيمة والإنسانية الداعية إلى احترام حق الحياة الشريفة العزيزة غير خاضعة أو خانعة للصهيونية الأمريكية . إن هذا الوهم تبدد بفعل المقاومة العربية الإسلامية في لبنان وأصبح المثال الواضح لا يلزمه تفاصيل ولا دفاعا عنه. ولا يجب أن نصدق مقولة المهزومين المتخاذلين أنه لا يوجد توازن استراتيجي بين العرب والكيان "الإسرائيلي" وإن التكنولوجيا الحديثة والأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا والمدعومة من أكبر دولة مجرمة إرهابية في العالم إلى آخر هذه السيمفونية أنها أصبحت كذبة واضحة أمام إرادة الإنسان المقاوم الذي تمسك بأرضه وفداها بروحه ودمه وهذه حرب الإنفاق أكبر دليل على قدرة الإنسان الذي يمتلك ثقافة المقاومة وعلم وفن حرب العصابات الحديث الذي يعتمد تسخير كل شبر في بطن الأرض ليجعل منه كمينا لأكبر عتاد حربي سمي عند المهزومين القوة التي لا تقهر وصاحبة الانتصارات العديدة على الجيوش النظامية.

    إن كل هذه التوصيفات لقوة هذا العدو أصبحت وهما متبددا لا صحة له إلا برؤوس المنافقين الذين وصفهم القرآن العظيم بقوله ((يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنا يؤفكون)) صدق الله العظيم.

    ومما يؤكد هذا الوصف عدة نقاط أهمها:

    1 - الدعوات التي وجهت إبان الحرب على لبنان لانعقاد قمة عربية لبحث الموقف فلم توافق أغلب الأنظمة العربية على انعقادها لأنهم لم يعتادوا أن يجتمعوا على قضايا مصيرية.

    2 - إن هذه الحرب ألغت الجامعة العربية التي تحدث أمينها العام بأن عملية السلام قد ماتت ولم يعد ينفع الرجوع إلى ميت.

    3 - الشرعية الدولية التي يختبئ ورائها الكثير من الأنظمة ألغت نفسها وبرهنت على عدم وجودها وأصبح مجلس الأمن الذي تسيطر عليه أمريكا عاجزا على فعل أي شيء سوى أن يصدر قرارات دون فاعلية إلا أن يعتمد على البلطجة الأمريكية التي تهدف لتركيع العالم وخاصة المنطقة العربية لصالح الكيان الصهيوني.

    4 - إن هذه الحرب علمتنا أن سبب مشاكلنا ليس في واشنطن ولندن فقط ولكن في بعض أنظمتنا العربية الصامتة المستسلمة ولقد فضحت هذه الأنظمة مواقفها بدعم العدوان وغذت الطرح الطائفي المذهبي لتفرق بين شعوبها بطريقة أشد خطر من معاهدة سايكس بيكو ولقد فشلوا والحمد لله أمام شعوبهم في مصر والسعودية والأردن ورفضت هذه الشعوب ذلك ووقفت مع المقاومة ترفع رايات النصر وتقول للمشككين لا تقتنصوا الهزيمة من أنياب النصر بل يجب على الجميع أن يتصرفوا تصرف المنتصر الحذر الذي لا تأخذه نشوة النصر فينام قرير العين لأن العدو لا ينام وسيحاول قصار جهده أن يعيد شيئا من هيبته التي سلبت إلى الأبد مقولة أنه القوة التي لا تقهر والذراع التي تطال كل بعيد.

    كيف نستثمر النتائج؟

    أ - ممكن استثمار هذا النصر معنويا لطرد ثقافة الهزيمة التي تربعت في أذهان البعض لعدة عقود. ونعزز ثقافة الإيمان بالله ووعده بالنصر إن كنا مؤمنين مستعدين للعمل بالعلم والمعرفة.

    ب - تفعيل ثقافة المقاطعة للبضائع الأمريكية وكل الشركات الداعمة لـ"إسرائيل" واستبدال هذه البضائع من الدول الصديقة.

    ت - أن تستفيد مقاومة العراق من تجربة المقاومة العربية الإسلامية في عدة نقاط أهمها عدم استجابة اللبنانيين للفتنة الطائفية ووقوفهم صفا واحدا للمواجهة وقد سمعنا من الشيخ حسن نصر الله نداء إلى العراقيين بأن يتجاوزوا المحنة الطائفية المذهبية ويتحدوا لطرد المحتل، على المقاومة العراقية أن تستفيد من تجربة الصواريخ التي استخدمت ضد الدبابات الميركافا علما بأن المقاومة في العراق قد طوروا أسلوب مواجهة المدرعات والدبابات الأمريكية عن طريق ألغام التفجير واستخدموا الريمون كونترول وجاروا التطور الأمريكي وتقدموا عليه في عدة معارك.

    5 - أن نستفيد من الصدق الذي مارسه إعلام "حزب الله" في إدارة دفة المعركة إعلاميا كان له أكبر الأثر إذ استطاع أن يكسب ثقة المتابعين لأخبار القتال حتى من الأعداء لما اتصف به من صدق في نقل الأخبار وواقعية في الوصف، بينما كان العدو يناقض بعضه بعضا وتصريحات مسؤوليه تعدم الثقة حتى من الصهاينة أنفسهم وهذا ما يتميز به المسلم بأنه صادق في سلمه وحربه.


    --------------------------------------------------------------------------------
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 49
    تاريخ التسجيل : 30/10/2009

    الأصولية الغربية المتطرفة.. المفهوم والممارسة Empty رد: الأصولية الغربية المتطرفة.. المفهوم والممارسة

    مُساهمة  Admin السبت نوفمبر 14, 2009 12:05 am

    السياسة فن الممكن!!؟؟) هي سياسة التخاذل والتآمر والانهزامية

    بقلم: غازي أبو فرحة - الجلمة - جنين - فلسطين المحتلة

    تتردد عبارة (السياسة فن الممكن) على ألسنة كثير من الأكاديميين العرب الذين يدرسون العلوم السياسية من الكتب الاستعمارية (الإنجليزية أو المترجمة أو المكتوبة على هواها) والملوثة بخبث الاستعمار الذي يجثم على بطوننا ولا يريدنا أن نتحرك لأن السياسة فن الممكن وليس بإمكاننا مقاومته لأنه أقوى منا ماديا فلا جدوى من المقاومة التي سوف تقودنا للهلاك فلذلك يجب الإذعان لشروطه المذلة المهينة لأن السياسة فن الممكن.

    إن الصراع بين الظالم والمظلوم غالبا ما يكون الظالم ذا قوة مادية جبارة وغالبا ما يكون المظلوم ضعيف الحال المادي فإن عبارة السياسة فن الممكن تعطي المظلوم جرعة من الجبن والتخاذل كي يكسر إرادته للظالم ويستسلم له، لكن إذا ما حسبنا الإمكانيات الروحية للمظلوم فنجد أنها هائلة لأن إحساسه بالظلم له رد فعل عكسي حسب القانون الثالث لنيوتن: لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه، أي أن المظلوم يملك بحسب القانون المذكور طاقة روحية (تتحول إلى طاقة مادية) تعادل طاقة الظالم القوي الجبار، أي أن الله عادل الأشياء والقوى بفعل النواميس التي أرساها في هذا الكون.

    إن عبارة السياسة فن الممكن!!؟؟ قامت عليها كل الاتفاقيات التخاذلية للأمة من "اتفاقية كمب ديفيد" بين مصر و"إسرائيل" واتفاقية وادي عربة بين الأردن و"إسرائيل" إلى "اتفاقية أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية و"إسرائيل"، ولكن "حزب الله" عندما واجه "إسرائيل" في الحرب السادسة 2006 وخاض معها حربا مدتها ثلاث وثلاثين يوما كسر فيها شوكة جيش الدفاع العدواني الذي كان يدوس على بطون عشرين جيشا عربيا متخصصين في قمع مواطنيهم، لم يحسب "حزب الله" فن الممكن ولو حسبها لاستسلم ولم يلمه أحد، وكذلك عبد الناصر عام 1956 لو حسب فن الممكن لما أمم القناة وواجه بريطانيا وفرنسا و"إسرائيل" وسطر ملحمة تاريخية بدماء أبطال بورسعيد وأبطال الشعب المصري، كذلك لم يحسب ياسر عرفات فن الممكن عندما واجه الجيش "الإسرائيلي" المنتصر قبل عام في معركة الكرامة عام 1968 حيث انهزم الجيش "الإسرائيلي".

    إن الإرادة والإصرار تسخر القوى غير الملموسة (الطاقة الروحية) وتحولها إلى (طاقة مادية) قوة هائلة حسب نظرية آينشتاين بتحول المادة لطاقة والطاقة إلى مادة؛ وإن أي مظلوم أو فقير يستطيع امتلاك الإرادة والإصرار فإنها داخل النفس الإنسانية ولا تكلف مالاً ولا قوةً ولا علماً ولا جاهاً ولا سلطاناً.

    إن عبارة: (السياسة فن الممكن!!؟؟) هي جزء من الحرب النفسية التي تشنها القوى الاستعمارية المعادية لأمتنا لدفعها إلى التخاذل والاستسلام، ولكن الذي يستسلم هو نخب الطفيليين، وإن الشعوب ما برحت تقاوم وستظل تقاوم حتى تدحر الطغاة.

    ghazi_abufarha@yahoo.com




    المقاومة خيار الأمة الاستراتيجي لتحقيق النصر

    بقلم: الأستاذ حبيب اليزيدي - تونس

    لقد أسقطت المقاومة التي هي خيارنا الاستراتيجي في مواجهة الأعداء والعملاء على السواء المشروع التآمري الاستسلامي الذّي تبنته الأنظمة العربية وروّجت له وأصرّت عليه كخيار استراتيجي لا تنازل عنه وكمدخل للتطبيع مع الكيان الصهيوني. ولكنّ مصيبة هذه الأنظمة في قصر نظر القائمين على شؤونها وبؤسهم الناجم عن انتهازيتهم المفضوحة ونهمهم وشرههم على ما يبدو لهم استفادة عاجلة وسريعة حتّى وإن كانت مغمسة بالإهانة وبما يفقد قيم الرجولة.

    لقد أكّد الرفيق المؤسس أحمد ميشال عفلق بوعيه الثوري وحسّه النضالي منذ الخمسينات من القرن الماضي أنّ معركتنا مع الاستعمار محتومة، وهو ما لم يفقهه جلّ حكّامنا الميامين والأكيد أنّهم لم يفكروا في هذا الموضوع معتقدين أنّ سفينتهم أقوى من الأعاصير وأنّ زمانهم ربيع دائم. ونتيجة هذا الغباء المستحكم توهموا أنّ الرّب الذّي بحمده يسبحون وبالقرابين من جماجم أبناء جلدتهم يتسابقون للتمسح على أعتابه ونيل رضاه أقوى من رب المستضعفين ومن إرادة محكوميهم.

    ويبدو أنّ أنظمتنا العميلة التي وضعت نفسها في خدمة الاستعمار والصهيونية لم تكن تنتظر مثل هذه السنوات العجاف التي أتت وبأسرع مما يتوقعون على كلّ خياراتهم ومشاريعهم التي ارتأوا (ولست أدري كيف) أنّها إستراتيجية. والحقيقة أنّ النخب العربية الحاكمة طوعت نفسها منذ أمسكت بالسلطة على إدارة الأزمات والتحكم في شعوبها حيث لم يكن مهيأ بحكم طبيعة تكونها ونشأتها والمرجعية المحددة لتوجهاتها وأدائها لغير هذا الدّور.

    إنّ الأنظمة التي تدين بوجودها ذاته لنتائج "مؤتمر كامبل بنرمان" وإلى مشاريع "سايكس بيكو" و"وعد بلفور" وما تبعها من قرارات جائرة بحقّ الأمة العربية لا يمكن أن يتجاوز دورها الحفاظ على الوضع القائم Statu-quo وحراسة الحدود الاصطناعية المؤطرة لشرعية بقائها واستمراريتها، ليس مستغربا إذن أن تكون هذه الأنظمة أشدّ حرصا واستماتة في مواجهة أي نفس مقاوم وتقدّمي يمكن أن يعصف بمقوّمات وجودها.

    وفي هذا السّياق فإن تأكيد الأنظمة المستمر على احترام الشرعية الدولية لا يثير الشبهة ولا يدل على السلبية في المواقف بقدر ما يفيد التشبث بالتوازنات الداعمة للأطر القائمة والحافظة لمصالح الفئات والنخب الحاكمة والمستفيدة. ولا يفوتنا هنا الإشارة إلى أنّ الشرعية الدولية إنما ضبطت، بما هي عليه شكلا ومضمونا، لخدمة القوى الاستعمارية ومحاصرة قوى التحرر الوطني وترويضها وهي نفس الشرعية التي تدوس عليها الامبريالية الأمريكية والصهيونية لتمرير مشاريعها في الوطن العربي المستهدف مباشرة بضوابط هذه الشرعية المشبوهة.

    فهل يعدو حديث الحكام العرب وإذنابهم وسائر العملاء عن السلام أن يكون مجرد وهم في خيالهم المريض طالما أنّه يجافي تطلعات الشعوب ويدوس على حقوقهم التاريخية والحضارية المشروعة. وإذا كان من الممكن اعتباره خيارا استراتيجيا كما يدعون فلن يكون إلاّ من منطلق استعماري تعسفي. ومن هذا المنطلق المختل يغدو السلام مجرّد خدمة مجانية للعدو الصهيوني وتزوير للتاريخ وتحايل على الشعوب وتطاول على الحقّ وهي من الأعمال التي لا يحذقها ويأتيها إلاّ الخسيس الحقير.

    ونسأل هؤلاء الجهلة الذين تطاولوا على حضارة الأمة فحوّلوها إلى فرجة وعادوا التاريخ وأحالوه إلى فلكلور ومجرد ذكريات أو كأساطير الأولين عن الرّابط بين الغزوات الصليبية وما تلاها وعن الفرق بين إدعاء نابوليون الذّي جاء مصر محررا وعتاة الاستعمار الذين جاءوا لتمديننا وتحضيرنا وكأنّهم من الفاتحين متناسين أننا أمّة ابتدعت الحرف والكتابة وأنّ لنا الفضل في إخراج الإنسانية من التوحّش إلى الحضارة والمدنية.

    إنّنا ندرك أنّهم لا يستخدمون عقولهم إلاّ في المكر والخبث وأنّهم جعلوا كلّ همهم في جيوبهم وبطونهم وما دونهما. إنّ هؤلاء الذين يتطاوسون ببزّاتهم الأنيقة وبطونهم المنتفخة ورؤوسهم فارغة إلاّ من الدسيسة والخديعة، هم في نظر أعداء الأمّة أرذل من الرذيلة وأحقر من الحقارة وذلّة المتسوّلين على ملامحهم أفصح من البيان حتى وإن ادّعوا الرئاسة والملك.

    أمّا بالنسبة لمرؤوسيهم فحتى الحديث عن فسادهم وإفسادهم أصبح ضربا من ضروب الملل وندعو الله أن تصبح شتيمتنا لهم وحقدنا عليهم كلسع الحيّات القاتل حتّى نتخلّص من شرّهم المستطير وظلمهم الجاثم على صدورنا.

    فمن الطبيعي إذن أن يولي هؤلاء الذين هانت عليهم أنفسهم ومن كانت هذه حالهم وجوههم عن قبلة إبراهيم ومحمد (ص) ويولوها إلى واشنطن قبلة السفيه (نبي الله) بوش، ويصبح كلّ همهم الفوز ببعض الدقائق من وقته أو بتهنئة يقدمونها على ما عداها من التهاني في النشرات الإخبارية أو بشهادة على إنجازاتهم وكلّ ما يمكن أن يفيد حظوتهم عنده، ولست في حاجة لقول المزيد والبحث عن أيّ معنى أو دلالة لشهادة سفيه أرعن.

    نعلم أنّ الحكام العرب الذين أصبحوا عبيدا لمصالحهم الضيقة وحرّاسا لمصالح أسيادهم صدئت أرواحهم وتحنطت عقولهم وعميت أبصارهم وبصائرهم، غرباء في غربتهم، كلّ التاريخ اختزلوه في الكرسي وما يكنزون لا في ما ينجزون أو يخلّدون، لذا جافتهم الحكمة وحاق بهم الحمق والجهل وبهما فقط أصبحوا يعرفون.

    أمّا نحن فمن نبع الإنسانية ننهل وبالأصيل في الحضارة نهتدي ونحن عجينة التاريخ وخميرته نعيشه ونعرفه كما نعرف مسالك الوطن ودروب الحرية والإنسانية. ولذا فإنّ قلوبنا مفعمة بالحياة والأمل، بصرنا حادّ وبصيرتنا متيقظة، أجسادنا خفيفة ونظيفة لأنّها نقية من أدران النفعية، مسلكنا عفّة المتصوّفة وطريقنا المعاناة والنضال وهدفنا الحقّ مهما كلّف من تضحيات، فالحقائق لا تجافينا لأنّنا نشتمها وندركها بحواسنا قبل عقولنا.

    ومن عمق التجربة وشدّة المرارة أصبحنا نعرف أنّ خطاب الغرب عن القيم الإنسانية إنّما فصّل على مقاسه ونفعه حكر عليه وهو كجلد الثعبان مهما تغير فجوهره المصالح والأحقاد وتجلّياته التمدد والاستعمار وعلاقتنا به لم تجلب لنا غير الخراب والدمار، لذلك فإنّ خطاب بوش عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والغيرة على الشعوب... لا يخرج عن سياق المصالح المعجونة بالحقد التاريخي على الأمّة العربية ولا يمكن أن ينطلي علينا.

    إنّ الرّفاه الغربي والتفوق الحضاري الذّي يدعيه الغرب قام على الجماجم أكثر منه على القيم السامية وعلى الانغلاق الإثني أكثر منه على الانفتاح على الحرية والإنسانية. بل إنّه انقلب حتى على المبادئ المؤسسة لنهضته وأصبح يشهد حركة ارتداد متنامي لأصوله الموغلة في التوحّش وتحوّل إلى قوة رجعية كابحة لأي بادرة نهوض وتقدم إنساني، ودون الخوض في التفاصيل التاريخية التي لا يسمح بها المجال فضلا عن أنّها أصبحت معلومة على الأقل في خطوطها العريضة يكفي التذكير ببعض المحطّات التي تدعم ما ذهبنا إليه.

    إنّ التاريخ العدواني للولايات المتحدة الأمريكية زعيمة الغرب الاستعماري أوسع من أن نحيط به في مثل هذا المقال ونذكر من التاريخ القريب: الانقلاب الذّي نظمته على مصدق إثر محاولته تأميم النفط في إيران.

    في سنة 1973 اتخّذ مؤتمر بلدان عدم الانحياز قرارا وافقت عليه الجمعية العامّة للأمم المتحدة لوضع نظام اقتصادي جديد قائم على العدالة في توزيع المداخيل الطبيعية بين الشعوب ووقفت ضده الولايات المتحدة وأجهضته!.

    في سنة 1991 قاد "التحالف الدولي" ضد العراق وهدفها إجهاض حالة النّهضة في الأمّة!.

    العدوان على يوغسلافيا وأفغانستان والتدخّل في الصومال والقائمة لا تنتهي.

    أمّا الكيان الصهيوني صنيعة الغرب فأصله عدوان من الفكرة المؤسسة إلى النشأة والتكوين وهو الشهادة الحيّة على إرهاب الغرب وعدوانيته وتكفي هذه المقولة لـ"وايزمان" أحد المؤسسين كبرهان لا يقبل الدحض: "إنّ إقامة دولتنا يحتاج إلى كفاح مسلّح وجهود دبلوماسية مضنية ولكنّه يحتاج أيضا إلى الإرهاب" (مذكّرات وايزمان: التجربة والخطأ).

    وليست الأنظمة العربية وعلى رأسها النظامان السعودي والمصري إلاّ أدوات لا لتكريس أهداف الامبريالية والصهيونية فحسب بل كذلك لمحاصرة وضرب كلّ نفس تقدّمي في العالم والنظام السعودي الذّي سخّر كلّ إمكانياته وطاقاته في هذا الاتجاه يعرف ذلك أكثر من غيره. ولا نخال مواقف (شافيز) العربية مجانية أو بلا دلالة محددة ودقيقة.

    إنّ الحرب المفتوحة التي تخوضها اليوم الامبريالية والصهيونية على الأمّة العربية هي الورطة الكبرى والمأزق الذّي لا مخرج منه.

    فإذا كانت الحروب التي خاضها الغرب طيلة القرن الماضي ذات دلالة اقتصادية تنحصر أهدافها في تقاسم المصالح والمغانم فإنّ حربهم مع الأمّة العربية مدارها حضاري إنساني، وما التسميات التي أطلقها الرفيق القائد المجاهد صدام حسين على معارك الأمّة ضدّ أعدائها (أم المعارك، الحواسم) بقيادة البعث المجاهد إلاّ خير مفصح ومعبّر عن عمق رؤيته وبعد نظره. فالأمّة العربية التي اختارها المولى عزّ وجلّ لتكون أمّة وسطا شاهدة على سائر الأمم لأنّها أمّة الحق لا يمكن إلاّ أن تكون قائدة لما تختزنه من عمق حضاري وإنساني وما بلغته من نضج في هذا المجال وليس من منطلق عنصري انغلاقي بغيض، فأمّة تعاني كلّ هذا الظلم والقهر والجور لا يمكن أن يكون نضالها إلاّ من أجل الحق ولا يمكن أن تكون أمّة ظالمة ومعتدية بل أمّة تفيض عدلا وإنسانية على سائر الأمم.

    إنّ قدر الأمّة العربية اليوم بقيادة المقاومة الباسلة في كلّ من العراق وفلسطين ولبنان هو الدفاع عن شرف الإنسانية المهدور من فرط الظلم الذّي طال وقرب أجله بضرب رأس الأفعى التي جرّها عراق البعث والرفيق صدام حسين إلى الساحة التي اختارها وحدد رهانها الحضاري والإنساني.

    ولنتذكر ما قاله الرفيق صدام حسين في مؤتمر القمّة العربية بعمّان بعد أن دبّ الانحلال في المعسكر الشرقي والإتحاد السوفياتي. وإذا كانت ورطة الولايات المتحدة الأمريكية عسكريا في الأوحال العربية بادية لكلّ ملاحظ ومتابع فإنّ ورطتها وورطة أتباعها وعملائها الأعمق والأكبر أخلاقية بالأساس وهي التي تضعهم في طريق الهزيمة المؤكدة.

    وإنّه لمن المؤكد أنّ انتصار الإنسانية معقود على انتصار المقاومة العربية على الامبريالية والصهيونية في هذه المنازلة الكبرى وفي تغييرا لتوازنات القائمة وفي زعزعة الاستقرار الملغوم الذّي ينشده الأعداء والعملاء ولن يزيد إلاّ في تعميق الاستغلال والظلم. وهو انتصار طريقه شاق ووعر ولكنّه أصبح ممكنا بعد أن تمّ تحديد الوسيلة الناجعة والهدف الاستراتيجي.

    وعجبي من هؤلاء الذين يتخبطون لا يدرون ما يفعلون ولازالوا بالوهم يتشبّثون ومن أولياء نعمتهم يستجدون سلاما لا يصنعه إلا انتصار الإرادة والقوة ولن يقوم إلاّ بعد التحرير الشامل ويصنعه انتصار الإرادة والقوّة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 8:07 am