مسلم بن عقيل بن ابى طالب
جده:ابو طالب بن عبد المطلب .
ابوه:عقيل بن ابى طالب .
عمه: جعفر ، وعلى امير المؤمنين
امه: من ال فرزندا
ولادته: كانت فى العام الاول من الهجره
اشترك فى فتح مصر مع عمرو بن العاص، وشهد صفين مع عمه
على بن ابى طالب ، وكان على الميمنه مع الحسن والحسين.
زوجته: رقيه بنت على بن ابى طالب.
اولاده: عبد العزيز، عبد الله،وعلى .
ارسله الحسين بن على سفيرا الى الكوفه فدخلها فى الخامس
من شوال سنه60 هجرى .
استشهدفى الكوفه فى الثامن من ذى الحجه سنه60 هجرى .
كانت اقامته بالكوفه 64 يوما.
دفن بجانب المسجد الاعظم ، وكان عمره 60عام.
ان شخصيه الشهيد مسلم بن عقيل رضوان الله عليه اكبر
من ان يحيط بها قلمى ، وتستوعبها كتابتى ،فإن كل جانب من حياته
الكريمه يشير الى عظمته وسمو منزلته ، ومقامه الرفيع .
ونحن اذا تأملنا كلمت الشهيد الامام الحسين ابن على رضى الله عنه
فى مسلم وهو يقول :هو ثقتى من اهل بيتى اسطعنا ولو نسبيا
ان ندرك ابعاد هذه الشخصيه العظيمه .
ونحن اليوم على مابنا من ضعف وهزال فى سائر جوانب حياتنا
نسطيع ان نشمخ بماضينا المجيد، وابطالنا القدامى ، ومجاهدينا
الأوائل ، وفى طليعتهم الشهيد مسلم بن عقيل .
وللموضوع فصول قادمه سوف ننشرها بإذن الله
اخيكم الشيخ عوده العقيلى ]
كتب الشيعه للحسين بن على
بسم الله الرحمن الرحيم . للحسين بن على .
من سليمان بن صرد، والمسيب بن نجبه ، ورفاعه بن شداد وحبيب
بن مظاهر وشيعته من المؤمنين والمسلمين من اهل الكوفه .
سلام عليك ، فإنا نحمد اليك الله الذى لا اله إلا هو ، اما بعد .
فالحمدلله الذى قصم عدوك الجبار العنيد الذى انتزى على هذه الامه فابتزها امرها ، وغصبها فيئها، وتأمر عليها بغير رضا منها ، وثم قتل خيارها ،
واستبقى شرارها ، وجعل مال لله دوله بين جبابرتها واغنيائها ، فبعدا
له كما بعدت ثمود: إنه ليس علينا إمام ، فأقبل لعل الله ان يجمعنا بك على الحق. والنعمان بن بشير فى قصر الاماره لسنا نجتمع معه فى جمعه
ولا نخرج معه الى عيد ، ولو قد بلغنا انك قد اقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام انشاء الله ، والسلام ورحمت الله عليك .
قال: ثم لبثنا يومان يومين اخرين ، ثم سرحنا الى هانئ بن هانئ السبيعى، وسعيد ابن عبد الله الحنفى ، وكتبنا معهما :
بسم الله الرحمن الرحيم . للحسين ابن على من شيعته المؤمنين والمسلمين ، ام بعد ، فحيهلا ، فإن الناس ينتظرونك ، ولا رأى لهم غيرك .
فا العجل العجل ، والسلام عليك .
المصادر
مقتل الحسين : ابى مخنف : المتوفى 157 هجرى : صـ18.
مقتل الحسين : الواقدى : ت 207 هجرى : صــ15 .
انساب الاشراف : البلازرى ت 279 هــــ : جــ2 : صــ334 .
الاخبار الطوال : الدينورى ت 282 هـــ : صــ282 .
تاريخ الطبرى : ت 310 هـــ : جـ6 : صـ183 .
البدء والتاريخ : البلخى ت 340 هـــ : جــ5 : صــ 9 .
مروج الزهب : المسعودى ت 346 هــ : جــ 3: صــ64 .
التاريخ الكبير : ابن عساكر ت 571 هــ : جــ4:صــ356.
الكامل فى التاريخ : ابن الاثير ت 630 هـ : جـ4 :صـ 20.
أم الشهيد مسلم ابن عقيل :
أولا :ان غموض التعريف عن ام مسلم بأجلى المظاهر اوقع كثير
من الاسئله .
زواج عقيل بن ابى طالب هل كان بلعقد ام بملك اليمين ،وانها حره
ام جاريه ، والعتب كل العتب فى ذلك على المؤرخين الذين اهملوا
الحقائق مع تحفظهم على امور تافهه لا يقام لها وزن ، وان من الجداره التعريف بنواحى هذا الرجل العظيم الذى دخل الكوفه وحده بلا عده ولا عدد فدوى ارجاءها بصرخته الحسينيه فى وجهه المنكر واقلق فكر الممثل للزعامه الامويه فى الشام
ولعل من هذا الاغفال يستطيع الباحث ان يلم بأ بن عقيل .
فإنه لو كان هناك طريقه للغمز فية ولو من جهه تاريخ امة لتزرع به المنحرفون عنه وعن سلفه الطاهر كما هو ديدنهم فيمن ضمهم هذا البيت العظيم . (الشهيد مسلم : المقرم : صـ65).
وليس للمؤرخين الا نصان احدهما بعيد عن الواقع وهو :
فقول ابى الفرج الاصفهانى ، اسم امه حليه اشتراها عقيل من الشام . ( مقاتل الطالبيين : الأصفهانى : صـ80 ).
والنص الاخر : يرويه ابن قتيبه فيقول :
كانت ام مسلم بن عقيل نبطيه من اّل فرزندا ، ويقول المؤرخين : ان النبط كانوا فى جبل شمر ، فى اواسط بلاد العرب ثم نزحوا الى العراق لما فيه من الخصب والرخاء . فاقامو ا
في سواد العراق ،او فى خصوص البطائح بين العراقيين . ( تاريخ العرب قبل الاسلام : جرجى زيدان : جـ 1: صـ 78 ).
لم ينكر احد ممن كتب عنهم إن لغه النبط عربيه كأسماء ملكوهم ، البالغين ثمانيه عشر وفيهم امراتان فى القرن السابع قبل الميلاد . ( نفس المصدر السابق ).
ويقول المسعودى : انهم من الكلدانيين المجاورين مع الفرس
سكان فارس والاهواز وبعد تغلب الفرس عليهم تفرقوا . ( التنبيه والاشراف : المسعودى جـ1: صـ68 )
[[الفصل الثانى]كتاب الحــــسين إلــى الـشيـعة
فكتب الحسين اليهم جميعاً كتاب واحد، ودفعه إلى هانئ بن هانئ، وسعيد ابن عبد الله ، نســختة :
بسم الله الرحمن الرحيم
من الحسين بن على الى من بلغه كتابى هذا ،من او ليائه
وشيعته بالكوفه ، سلام عليكم ، اما بعد .
فقد أتتنى كتابكم ، وفهمت ماذكرتكم من محبتكم لقدومى عليكم ، وانى باعث اليكم بأخى وابن عمى وثقتى من اهلى
مسلم بن عقيل ليعلم لى كنه أمركم ، ويكتب الى بما يتبين له من اجتماعكم ، فإن كان امركم عليه ما اتتنى به كتبكم ،واخبرتنى به رسلكم اسرعت القدوم عليكم إن شاء الله والسلام.
مسير مسلم الى الكوفه :
ثم دعا الحسين مسلم بن عقيل فسيرة نحو الكوفه وإمرة بتقوى الله وكتمان أمرة واللطف ، فإن رأى الناس مجتمعين له
عجل إليه بذلك.
فأقبل مسلم الى المدينه ، وودع اهله ، وصلى فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واسأجر دليلين من قيس ، فأقبلو ابه، فضلا الطريق وعطشوا، فمات الدليلين من العطش ، وقالو
تج بحثاثه أنفسنا وزلك الماء بمكان يدعى المضيق من بطن الخبت
مسلم بن عقيل فى الكوفه .
ثم اقبل مسلم حتى دخل الكوفه فنزل دار المختار بن عبيد - واقبلت الشيعه تختلف اليه ، فلما اجتمعت اليه جماعه منهم قرأ عليهم كتاب الحسين ، فأخذوا يبكون .
فقام عابس بن ابى شبيب الشاكرى ، فحمد الله واثنى عليه ثم قال : اما بعد فانى لا اخبرك عن الناس ،ولا اعلم ما فى انفسهم ، وما اغرك منهم ، والله لا حدثنك عما انا موطن نفسى عليه، والله لأجيبنكم إذا دعوتم ، ولاقاتلن معكم عدوكم ، ولإضربن بسيفى دونكم حتى القى الله ، لا اريد بذلك إلى ماعند الله .
فقام حبيب ابن مظاهر ثم قال : وانا والله والذى لا اله إلى هو على مثل هذا .
فقال الحجاج بن على : فقلت لمحمد بن بشر : فهل كان منك ان تقول ؟ فقال : إن كنت لاحب أن يعز الله أصحابى بالظفر ، واما كنت لاحب أن اقتل ، وكرهت ان اكذب : واختلفت الشيعه اليه حتى علم مكانه : فبلغ ذلك النعمان بن بشير .... حاكم الكوفه
المصادر
سير اعلام النبلاء : الذهبى : جـ3:صـ299.
شهيد كربلاء : فهمى عويس :صــ147.
مقتل الحسين : الخوارزمى :صــ196.
مختصر الواقعه : محمد على شاه: صـ2.
الأخبار الطوال : الدينورى : صــ231 .
المقفى الكبير : المقريزى : جـ3 :صـ580
[[الفصل الثالث]:
[موقف حاكم الكوفه من الاحداث
خرج الينا النعمان بن بشير فصعد المنبر,فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ام بعد,فتقوا الله عباد الله ولا تسارعوا الى الفتنه والفرقه, فان فيهما يهلك الرجال, وتفسد الدماء ,وتغصب الاموال ــ وكان حليما ناسكا يحب العافيه ــ قال:انى لم اقاتل من لم يقاتلينى,ولا اثب على من لا يثب علي,ولا اتحرش بكم,ولا اخذ بالقرف ولا الظنه ولا التهمه,ولكنكم ان ابديتم صفعتكم لى, ونكثتم بيعتكم,وخالفتم امامكم ,فو الله الذى لا ال الا هو لا ضربنكم بسيفى ماثبت قائمه فى يدى, ولو لم يكن لى منكم ناصر ولا معين ,اما انى ارجوا ان يكون من يعرف الحق منكم اكثر من من يرديه الباطل.
فقام اليه عبد الله بن مسلم بن سعيد الحضرمى حليف بنى اميه فقال :انه لا يصلح ما ترى الا الغشم, ان هذا الذى انت عليه راى المستضعفين.
فقال:اكون من المستضعفين فى طاعه الله احب الي من اكون من الاعذين فى معصيه الله.ونزل.
فكتب عبد الله بن مسلم الحضرمى الى يزيد يخبره بقدوم مسلم بن عقيل الكوفه ومبايعه الناس له, ويقول له:ان كان لك حاجه فى الكوفه فابعث اليها رجل قويا ينفذ امرك ويعم مثل عملك فى عدوك, فان النعمان رجل ضعيف .
وكان هو اول من كتب اليه ,ثم كتب اليه عماره ابن الوليد بن عقبه وعمرو بن سعد بن ابى وقاص بنحو ذلك.
فلما اجتمعت الكتب عند يزيد دعا سرجون مولى معاويه فاقرأه الكتب واستشاره فيمن يواليه الكوفه , وكان يزيد عاتبا على عبيد الله بن زياد,فقال له: سرجون : أرأيت لو نشر لك معاويه كنت تأخذ برأيه؟ قال نعم.
فأخرج عهد عبيد الله على الكوفه .
فقال :هذا راى معاويه,ومات وقد امر بهذا الكتاب فأخذا برايه وجمع الكوفه والبصره لعبيد الله وكتب اليه بعهده وسيرة اليه مع مسلم بن عمرو الباهلى, وامره بطلب مسلم بن عقيل وبقتله او نفيه .
كتاب يزيد الى عبيد الله بن ذياد.
اما بعد: فان كتب اعوانى من اهل الكوفه يخبروننى ان ابن عقيل بالكوفه يجمع الجموع لشق عصا المسلمين , فسر حين تقرأ كتابى هذا حتى تاتى الكوفه فتطلب ابن عقيل كطلب الحرزه حتى تثقفه فتوثقه او تقتله او تنفيه ,والسلام .
دخول عبيد الله بن ذياد الكوفه.
ثم خرج من البصره ومعه مسلم بن عمرو الباهلى وشريك بن الاعور فتساقطوا عنه ,فكان اول من سقط شريك , ورجو ان يقف عليهم ويسبقه الحسين الى الكوفه فلم يقف على احد منهم حتى دخل الكوفه وحده, فجعل يمر بالمجالس فلا يشكون انه الحسين فيقولون : مرحبا بك ياابن رسول الله : وهو لا يكلمهم, وخرج اليه الناس من دورهم, فساءه مارأى منهم.
وسمع النعمان فاغلق عليه الباب وهو لايشك انه الحسين, وانتهى اليه عبيد الله ومعه الخلق يصيحون:فقال النعمان : انشدك الله الا تنحيت عنى:فوالله ما انا بمسلم اليك اما نتى ومالى فى قتالك من حاجه :فدنا منه عبيد الله وقال له: افتح لافتحت:فسمعها انسان خلفه فرجع الى الناس وقال لهم : انه ابن مرجانه.
ففتح له النعمان فدخل ,واغلقو الباب وتفرق الناس ,واصبح فجلس على المنبر , وقيل :بل خطبهم من يومه !
اما بعد فان امير المؤمنين ولانى مصركم وثغركم وفيئكم ,وامرنى بانصاف مظلومكم, واعطاء محرومكم, والاحسان الى سامعكم ومطيعكم, وبشده على مريبكم وعاصيكم,وانا متبع فيكم امره, ومنفذ فيكم عهده , فانا لمحسنكم كالوالد البر, ولمطيعكم كا الاخ الشقيق, وسيفى وسوطى على من نزل امرى وخالف عهدى .(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
المصادر
1ـ مقتل الحسين: ابى مخنف :صـــــ 20 ,21 , 22.
الاخبار الطوال :الدينورى : صــ 231.
تاريخ الطبرى :جـ 6 : صــ180.
مقتل الحسين :الخوارزمى: صـ197 , 198.
الكامل فى التاريخ :جـ 4 :صـ 22.
ابصار العين :طاهر السماوى :صــ42 ,43.
مصرع الحسين :البوهى: صـ19.
شهيد كربلاء :فهمى عويس:صـ 157 ,159.
يزيد بن معاويه: عمر ابو النصر:صـ 48.
العقد الفريد :ابن عبد ربه :جـ 4 : صــ166.
ابو الشهداء :عباس العقاد :صـ57.
كتاب المحن :احمد التميمى:جـ 2
الفصل الرابع:
[b]عبيد الله يتوعد من يقف ضده.
ثم نزل فأخذ العرفاء والناس اخذا شديدا وقال:
اكتبوا الى العرفاء ومن فيكم من طلبه امير المؤمنين ومن فيكم من الحروريه واهل الريب الذين رايهم الخلاف والشقاء, فمن كتبهم الى فبرئ , ومن لم يكتب لنا احدا فليضمن لنا مافى عرافته,ان لا يخالفنا فيهم مخالف ولا يبغى علينا منهم باغ , فمن لم يفعل فبريئت منه الذمه وحلال لنا دمه وماله ,وايما عريف وجد فى عرافته من بغيه امير المؤمنين احد لم يرفعه الينا صلب على باب داره والقيت تلك العرافه.
وسمع مسلم بن عقيل بمقاله عبيد الله فخرج من دار المختار واتى دار هانئ بن عروه المرادى فدخل بابه واستدعى هانئا ,فخرج اليه ,فلما راه كره مكانه فقال له مسلم : اتيتك لتجيرنى وتضيفنى.
فقال له هانئ : لقد كلفتنى شططا,ولولا دخولك دارى لاحببت ان تنصرف عنى,غير انه يأخذنى من ذلك ذمام ,ادخل .فأواه ,فاختلفت الشيعه اليه فى دار هانئ .
دعا ابن ذياد مولى له واعطاه ثلاثه الاف درهم وقال له :
اطلب مسلم ابن عقيل واصحابه والقهم واعطهم هذا المال واعلمهم انك منهم واعلم اخبارهم .
ففعل ذلك واتى مسلم بن عوسجه الاسدى بالمسجد فسمع الناس يقولون:هذا يبايع للحسين ,وهو يصلى, فلما فرغ من صلاته قال له :
ياعبد الله انى امرؤ من اهل الشام انعم الله على بحب اهل البيت ,وهذه ثلاثه الاف درهم اردت بها لقاء رجل منهم بلغنى انه قدم الكوفه يبايع لابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقد سمعت نفرا يقولون انك تعلم امر هذا البيت وانى اتيتك لتقبض المال وتدخلنى على صاحبك ابايعه, وان شئت اخذت بيعتى له قبل لقائى اياه.
التدبير لقتل عبيد الله بن زياد:
ومرض هانئ بن عروه , فأتاه عبيد الله يعوده ,فقال له عماره بن عبد السلولى: انما جماعتنا وكيدنا قتل الطاغيه وقد امكنك الله فاقتله .
فقال هانئ :ما احب ان يقتل فى دارى.
وجاء ابن زياد فجلس عنده ثم خرج ,فما مكث الاجمعه حتى مرض شريك بن الاعور ,وكان قد نزل على هانئ وكان كريما على ابن زياد وعلى غيره من الامراء,وكان شديد التشيع ,وقد شهد صفين مع عمار.
فأرسل اليه عبيد الله:انى رائح اليك العشيه .فقال لمسلم :
ان هذا الفاجر عائدى العشيه فأذا جلس اخرج اليه فاقتله ثم اقعد فى القصر ليس احد يحول بينك وبينه ,فادا برأت من وجعى سرت الى البصره حتى اكفيك امرها.
فلما كان من العشى اتاه عبيد الله , فقام مسلم بن عقيل ليدخل,فقال له شريك : لايفوتنك اذا جلس. فقال هانئ بن عروه:
لا احب ان يقتل فى دارى.
فجاء عبيد الله فجلس وسأل شريكا عن مرضه, فأطال ,فلما رأى شريك ان مسلما لا يخرج خشى ان يفوته فأخذ يقول :
ماتنظرون بسلمى لا تحيوها اسقونها وان كانت بها نفسى
فقال ذلك مرتين او ثلاثا, فقال عبيد الله :ماشأنه؟ اترونه يخلط؟
فقال له هانئ: نعم ,مازال هذا دأبه قبيل الصبح حتى ساعته هذه,
فأنصرف .
وقيل:ان شريك لما قال اسقونها وخلط كلامه فطن به مهران فغمز عبيد الله فوثب,فقال له شريك:ايها الامير انى اوريد ان اوصى اليك.
فقال:سوف اعود اليك.
فقال له مهران: انه اراد قتلك. فقال :وكيف مع اكرامى له وفى بيت هانئ ويد ابى عنده؟ فقال مهران: هو ماقلت لك .
فلما قام ابن زياد خرج مسلم بن عقيل , فقال له شريك: ما منعك من قتله؟ قال :خصلتان ,اما احدهما فكرهيه هانئ ان يقتل فى منزله , واما الاخرى فحديث حدثه على عن النبى صلى الله عليه وسلم :ان الايمان قيد الفتك , فلا يفتك مؤمن بمؤمن.
فقال له :لو قتلته لقتلت فاسقا فاجرا كافر عادر. (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
1ـ مقتل الحسين :ابى مخنف : صــ28.
الاخبار الطوال: الدينورى : صــ235.
تاريخ الطبرى :ج6 : صــ 189.
مقتل الحسين : الخوارزمى : صــ 201.
الكامل فى التاريخ : ج4 : صــ 25.
اعلام الورى :الطبرسى : صــ 223.
انساب الاشراف :ج2 : صــ 336.
التاريخ الكبير :ابن عساكر : ج4 : صــ336.
العقد الفريد : ج4 :صــ 167.
المقفى الكبير : المقريزى : ج4 : صــ 582.
مقتل الحسين : المقرم : صــ 73.
ذكرى الحسين : حبيب أل ابراهيم : ج2 : صــ 31[
الفصل الخامس .
المكر والخديعه]
ثم ان مولى ابن زياد الذى دسه بالمال اختلف الى مسلم بن عوسجه بعد موت شريك ، فأدخله على مسلم بن عقيل فأخذ بيعته وقبض ماله وجعل يختلف اليهم ويعلم اسرارهم وينقلها الى ابن زياد .
القبض على هانئ.
وكان هانئ قد انقطع عن عبيدالله بعزر المرض ، فدعا عبيدالله محمد بن الاشعث ، واسماء بن خارجه ، وقيل : دعا معهما بعمر وبن الحجاج الذبيدى فسألهم عن هانئ وانقطاعه ، فقالوا : انه مريض . فقال انه يجلس على باب دارة وقد برأ ، فالقوه فمروه ان لا يدع ما عليه فى ذلك .
فأتوه فقولوا له :ان الامير قد سأل عنك وقال :لوا علم انه شاك لعدته ، وقد بلغه انك تجلس على باب دارك ، وقد استبطأك ، والجفاء لا يحتمله السلطان ،اقسمنا عليك لو ركبت معنا .
فلبس وركب معهم. فلما دنا من القصر احست نفسه بالشر فقال لحسان بن اسماء بن خارجه :يا ابن اخى انى لهذا لخائف ، فما ترى ؟ فقال:ما اتخوف عليك شيئا فلا تجعل على نفسك سبيلا .
وقال ابن زياد : اريد حياته ويريد قتلى عذيرك من خليلك من مراد .
وكان ابن زياد مكرما له ، فقال هانئ : وما ذاك ؟ فقال : يا هانئ ما هذه الامور التى تربص فى دارك لامير المؤمنين والمسلمين \ جئت بمسلم فأدخلته دارك وجمعت السلاح له والرجال وظننت ان ذالك يخفى على : قال : ما فعلت .
قال: بلى . وطال بينهما النزاع ، فدعا ابن زياد مولاه ذالك العين ،فجاء حتى وقف بين يديه ، فقال : اتعرف هذا ؟ قال : نعم ، وعلم هانئ انه كان عينا عليهم.
قال هانئ : اسمع منى وصدقنى ، فوالله لا اكذبك ، والله مادعوته ولا علمت بشئ من امره حتى رأيته جالسا على بابى يسألنى النزول على ، فاستحييت من رده ولذمنى
من ذلك زمام فأدخلته دارى وضفته ، وقد كان من امره الذى بلغك ، فيان شئت اعطيتك الان موثقا تطمئن به ورهينه تكون فى يدك حتى انطلق واخرجه من دارى واعود اليك .
فقال: لا والله . لا تفارقنى ابدا حتى تأتنى به . قال : لا اتيك بضيفى تقتله ابدا .
وقام مسلم بن عمرو الباهلى وقال:يا هانئ انشدك الله ان تقتل نفسك وتدخل البلاء على قومك : ان هذا الرجل ابن عم القوم وليسوا بقاتليه فادفعه اليه فليس عليك مخذاه ولا منقصه :قال بلى والله لا ادفع ضيفى وانا صحيح شديد الساعد كثير الاعوان.
فسمع ابن زياد ذلك فقال: ادنوه منى .فأدنوه منه. فقال:والله لتأتينى به او لاضربن عنقك : قال : اذن والله تكثر البارقه حول دارك : وهو يرى ان عشيرته ستمنعه .
فقال ابا البارقه تخوفنى ؟
فاطرق عبيدالله عند ذالك ومهران قائم على رأسه وفى يده معكزه ،فقال: وازلاه : هذا الحائك يؤمنك فى سلطانك.
فقال: خذه فأخذ مهران ضفيرتى هانئ ، واخذ عبيدالله القضيب يضرب انفه وجبينه وخده حتى كسر انفه وسيل الدماء على ثيابه ونثر لحم خديه وجبينه على لحيته حتى كسر القضيب ، وضرب هانئ يده الى قائم سيف شرطى وجبذه فمنع منه ، فقال له عبيد الله: احرورى احللت بنفسك وحل لنا قتلك : ثم امر به فألقى فى بيت واغلق عليه . فقام اليه اسماء بن خارجه فقال: ارسله يا غادر امرتنا ان نجيئك بالرجل فلما اتيناك به هشمت وجهه وسيلت دماءه وزعمت انك تقتله . فامر به عبيدالله . فلهز وتعتع ثم ترك فجلس.
تحرك قبيله هانئ .
وبلغ عمرو بن الحجاج ان هانئا قد قتل فأقبل فى مذحج حتى احاطوا بالقصر ، ونادى : انا عمرو بن الحجاج ، هذه فرسان مذحج ووجوهها ،لم نخلع طاعه ولم نفارق جماعه.
فقال عبيدالله بن زياد لشريح القاضى ، وكان حاضرا : ادخل على صاحبهم فانظر اليه ثم اخرج اليهم فأعلمهم انه حى .
ففعل شريح ، فلما دخل عليه قال له هانئ يا للمسلمين : اهلكت عشيرتك ؟ اين اهل الدين ؟ اين اهل النصر ؟ ايخلوننى وعدوهم وابن عدوهم : وسمع الضجه فقال : يا شريح انى لاظنها اصوات مذحج وشيعتى من المسلمين ، انه ان دخل على عشره نفر انقذونى .
فخرج شريح ومعه عين ارسله ابن زياد ، قال شريح : لولا مكان العين لابلغتهم قول هانئ .
فلما خرج شريح اليهم قال : قد حظرت الى صاحبكم وانه حى لم يقتل : ثم انصرفوا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصادر
1- مقتل الحسين : لابى مخنف :ص 30.
انساب الاشراف:ج2:ص338.
الاخبار الطوال الدينورى : ص 238.
تاريخ الطبرى : ج6 :ص188.
مروج الذهب المسعودى :ج3 : ص67.
العقد الفريد ابن عبدربه : ج4 : ص167.
المحن احمد التميمى :ص145.
حياه الحسين : عبدالحميد السحار :ص99.
الحسين :ابو النصر :ص69،70،71،72،73.
الامام الحسين : البوهى :ص21.
ذكرى الحسين : حبيب ال ابراهيم : الجزء الثانى :ص 31،32.
الحسين : على جلال الحسينى : ص 20 ، 21.
الكامل فى التاريخ : ج:4 ص29.
مقتل الحسين: الخوارزمى :ص203 ،204
جده:ابو طالب بن عبد المطلب .
ابوه:عقيل بن ابى طالب .
عمه: جعفر ، وعلى امير المؤمنين
امه: من ال فرزندا
ولادته: كانت فى العام الاول من الهجره
اشترك فى فتح مصر مع عمرو بن العاص، وشهد صفين مع عمه
على بن ابى طالب ، وكان على الميمنه مع الحسن والحسين.
زوجته: رقيه بنت على بن ابى طالب.
اولاده: عبد العزيز، عبد الله،وعلى .
ارسله الحسين بن على سفيرا الى الكوفه فدخلها فى الخامس
من شوال سنه60 هجرى .
استشهدفى الكوفه فى الثامن من ذى الحجه سنه60 هجرى .
كانت اقامته بالكوفه 64 يوما.
دفن بجانب المسجد الاعظم ، وكان عمره 60عام.
ان شخصيه الشهيد مسلم بن عقيل رضوان الله عليه اكبر
من ان يحيط بها قلمى ، وتستوعبها كتابتى ،فإن كل جانب من حياته
الكريمه يشير الى عظمته وسمو منزلته ، ومقامه الرفيع .
ونحن اذا تأملنا كلمت الشهيد الامام الحسين ابن على رضى الله عنه
فى مسلم وهو يقول :هو ثقتى من اهل بيتى اسطعنا ولو نسبيا
ان ندرك ابعاد هذه الشخصيه العظيمه .
ونحن اليوم على مابنا من ضعف وهزال فى سائر جوانب حياتنا
نسطيع ان نشمخ بماضينا المجيد، وابطالنا القدامى ، ومجاهدينا
الأوائل ، وفى طليعتهم الشهيد مسلم بن عقيل .
وللموضوع فصول قادمه سوف ننشرها بإذن الله
اخيكم الشيخ عوده العقيلى ]
كتب الشيعه للحسين بن على
بسم الله الرحمن الرحيم . للحسين بن على .
من سليمان بن صرد، والمسيب بن نجبه ، ورفاعه بن شداد وحبيب
بن مظاهر وشيعته من المؤمنين والمسلمين من اهل الكوفه .
سلام عليك ، فإنا نحمد اليك الله الذى لا اله إلا هو ، اما بعد .
فالحمدلله الذى قصم عدوك الجبار العنيد الذى انتزى على هذه الامه فابتزها امرها ، وغصبها فيئها، وتأمر عليها بغير رضا منها ، وثم قتل خيارها ،
واستبقى شرارها ، وجعل مال لله دوله بين جبابرتها واغنيائها ، فبعدا
له كما بعدت ثمود: إنه ليس علينا إمام ، فأقبل لعل الله ان يجمعنا بك على الحق. والنعمان بن بشير فى قصر الاماره لسنا نجتمع معه فى جمعه
ولا نخرج معه الى عيد ، ولو قد بلغنا انك قد اقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام انشاء الله ، والسلام ورحمت الله عليك .
قال: ثم لبثنا يومان يومين اخرين ، ثم سرحنا الى هانئ بن هانئ السبيعى، وسعيد ابن عبد الله الحنفى ، وكتبنا معهما :
بسم الله الرحمن الرحيم . للحسين ابن على من شيعته المؤمنين والمسلمين ، ام بعد ، فحيهلا ، فإن الناس ينتظرونك ، ولا رأى لهم غيرك .
فا العجل العجل ، والسلام عليك .
المصادر
مقتل الحسين : ابى مخنف : المتوفى 157 هجرى : صـ18.
مقتل الحسين : الواقدى : ت 207 هجرى : صــ15 .
انساب الاشراف : البلازرى ت 279 هــــ : جــ2 : صــ334 .
الاخبار الطوال : الدينورى ت 282 هـــ : صــ282 .
تاريخ الطبرى : ت 310 هـــ : جـ6 : صـ183 .
البدء والتاريخ : البلخى ت 340 هـــ : جــ5 : صــ 9 .
مروج الزهب : المسعودى ت 346 هــ : جــ 3: صــ64 .
التاريخ الكبير : ابن عساكر ت 571 هــ : جــ4:صــ356.
الكامل فى التاريخ : ابن الاثير ت 630 هـ : جـ4 :صـ 20.
أم الشهيد مسلم ابن عقيل :
أولا :ان غموض التعريف عن ام مسلم بأجلى المظاهر اوقع كثير
من الاسئله .
زواج عقيل بن ابى طالب هل كان بلعقد ام بملك اليمين ،وانها حره
ام جاريه ، والعتب كل العتب فى ذلك على المؤرخين الذين اهملوا
الحقائق مع تحفظهم على امور تافهه لا يقام لها وزن ، وان من الجداره التعريف بنواحى هذا الرجل العظيم الذى دخل الكوفه وحده بلا عده ولا عدد فدوى ارجاءها بصرخته الحسينيه فى وجهه المنكر واقلق فكر الممثل للزعامه الامويه فى الشام
ولعل من هذا الاغفال يستطيع الباحث ان يلم بأ بن عقيل .
فإنه لو كان هناك طريقه للغمز فية ولو من جهه تاريخ امة لتزرع به المنحرفون عنه وعن سلفه الطاهر كما هو ديدنهم فيمن ضمهم هذا البيت العظيم . (الشهيد مسلم : المقرم : صـ65).
وليس للمؤرخين الا نصان احدهما بعيد عن الواقع وهو :
فقول ابى الفرج الاصفهانى ، اسم امه حليه اشتراها عقيل من الشام . ( مقاتل الطالبيين : الأصفهانى : صـ80 ).
والنص الاخر : يرويه ابن قتيبه فيقول :
كانت ام مسلم بن عقيل نبطيه من اّل فرزندا ، ويقول المؤرخين : ان النبط كانوا فى جبل شمر ، فى اواسط بلاد العرب ثم نزحوا الى العراق لما فيه من الخصب والرخاء . فاقامو ا
في سواد العراق ،او فى خصوص البطائح بين العراقيين . ( تاريخ العرب قبل الاسلام : جرجى زيدان : جـ 1: صـ 78 ).
لم ينكر احد ممن كتب عنهم إن لغه النبط عربيه كأسماء ملكوهم ، البالغين ثمانيه عشر وفيهم امراتان فى القرن السابع قبل الميلاد . ( نفس المصدر السابق ).
ويقول المسعودى : انهم من الكلدانيين المجاورين مع الفرس
سكان فارس والاهواز وبعد تغلب الفرس عليهم تفرقوا . ( التنبيه والاشراف : المسعودى جـ1: صـ68 )
[[الفصل الثانى]كتاب الحــــسين إلــى الـشيـعة
فكتب الحسين اليهم جميعاً كتاب واحد، ودفعه إلى هانئ بن هانئ، وسعيد ابن عبد الله ، نســختة :
بسم الله الرحمن الرحيم
من الحسين بن على الى من بلغه كتابى هذا ،من او ليائه
وشيعته بالكوفه ، سلام عليكم ، اما بعد .
فقد أتتنى كتابكم ، وفهمت ماذكرتكم من محبتكم لقدومى عليكم ، وانى باعث اليكم بأخى وابن عمى وثقتى من اهلى
مسلم بن عقيل ليعلم لى كنه أمركم ، ويكتب الى بما يتبين له من اجتماعكم ، فإن كان امركم عليه ما اتتنى به كتبكم ،واخبرتنى به رسلكم اسرعت القدوم عليكم إن شاء الله والسلام.
مسير مسلم الى الكوفه :
ثم دعا الحسين مسلم بن عقيل فسيرة نحو الكوفه وإمرة بتقوى الله وكتمان أمرة واللطف ، فإن رأى الناس مجتمعين له
عجل إليه بذلك.
فأقبل مسلم الى المدينه ، وودع اهله ، وصلى فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واسأجر دليلين من قيس ، فأقبلو ابه، فضلا الطريق وعطشوا، فمات الدليلين من العطش ، وقالو
تج بحثاثه أنفسنا وزلك الماء بمكان يدعى المضيق من بطن الخبت
مسلم بن عقيل فى الكوفه .
ثم اقبل مسلم حتى دخل الكوفه فنزل دار المختار بن عبيد - واقبلت الشيعه تختلف اليه ، فلما اجتمعت اليه جماعه منهم قرأ عليهم كتاب الحسين ، فأخذوا يبكون .
فقام عابس بن ابى شبيب الشاكرى ، فحمد الله واثنى عليه ثم قال : اما بعد فانى لا اخبرك عن الناس ،ولا اعلم ما فى انفسهم ، وما اغرك منهم ، والله لا حدثنك عما انا موطن نفسى عليه، والله لأجيبنكم إذا دعوتم ، ولاقاتلن معكم عدوكم ، ولإضربن بسيفى دونكم حتى القى الله ، لا اريد بذلك إلى ماعند الله .
فقام حبيب ابن مظاهر ثم قال : وانا والله والذى لا اله إلى هو على مثل هذا .
فقال الحجاج بن على : فقلت لمحمد بن بشر : فهل كان منك ان تقول ؟ فقال : إن كنت لاحب أن يعز الله أصحابى بالظفر ، واما كنت لاحب أن اقتل ، وكرهت ان اكذب : واختلفت الشيعه اليه حتى علم مكانه : فبلغ ذلك النعمان بن بشير .... حاكم الكوفه
المصادر
سير اعلام النبلاء : الذهبى : جـ3:صـ299.
شهيد كربلاء : فهمى عويس :صــ147.
مقتل الحسين : الخوارزمى :صــ196.
مختصر الواقعه : محمد على شاه: صـ2.
الأخبار الطوال : الدينورى : صــ231 .
المقفى الكبير : المقريزى : جـ3 :صـ580
[[الفصل الثالث]:
[موقف حاكم الكوفه من الاحداث
خرج الينا النعمان بن بشير فصعد المنبر,فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ام بعد,فتقوا الله عباد الله ولا تسارعوا الى الفتنه والفرقه, فان فيهما يهلك الرجال, وتفسد الدماء ,وتغصب الاموال ــ وكان حليما ناسكا يحب العافيه ــ قال:انى لم اقاتل من لم يقاتلينى,ولا اثب على من لا يثب علي,ولا اتحرش بكم,ولا اخذ بالقرف ولا الظنه ولا التهمه,ولكنكم ان ابديتم صفعتكم لى, ونكثتم بيعتكم,وخالفتم امامكم ,فو الله الذى لا ال الا هو لا ضربنكم بسيفى ماثبت قائمه فى يدى, ولو لم يكن لى منكم ناصر ولا معين ,اما انى ارجوا ان يكون من يعرف الحق منكم اكثر من من يرديه الباطل.
فقام اليه عبد الله بن مسلم بن سعيد الحضرمى حليف بنى اميه فقال :انه لا يصلح ما ترى الا الغشم, ان هذا الذى انت عليه راى المستضعفين.
فقال:اكون من المستضعفين فى طاعه الله احب الي من اكون من الاعذين فى معصيه الله.ونزل.
فكتب عبد الله بن مسلم الحضرمى الى يزيد يخبره بقدوم مسلم بن عقيل الكوفه ومبايعه الناس له, ويقول له:ان كان لك حاجه فى الكوفه فابعث اليها رجل قويا ينفذ امرك ويعم مثل عملك فى عدوك, فان النعمان رجل ضعيف .
وكان هو اول من كتب اليه ,ثم كتب اليه عماره ابن الوليد بن عقبه وعمرو بن سعد بن ابى وقاص بنحو ذلك.
فلما اجتمعت الكتب عند يزيد دعا سرجون مولى معاويه فاقرأه الكتب واستشاره فيمن يواليه الكوفه , وكان يزيد عاتبا على عبيد الله بن زياد,فقال له: سرجون : أرأيت لو نشر لك معاويه كنت تأخذ برأيه؟ قال نعم.
فأخرج عهد عبيد الله على الكوفه .
فقال :هذا راى معاويه,ومات وقد امر بهذا الكتاب فأخذا برايه وجمع الكوفه والبصره لعبيد الله وكتب اليه بعهده وسيرة اليه مع مسلم بن عمرو الباهلى, وامره بطلب مسلم بن عقيل وبقتله او نفيه .
كتاب يزيد الى عبيد الله بن ذياد.
اما بعد: فان كتب اعوانى من اهل الكوفه يخبروننى ان ابن عقيل بالكوفه يجمع الجموع لشق عصا المسلمين , فسر حين تقرأ كتابى هذا حتى تاتى الكوفه فتطلب ابن عقيل كطلب الحرزه حتى تثقفه فتوثقه او تقتله او تنفيه ,والسلام .
دخول عبيد الله بن ذياد الكوفه.
ثم خرج من البصره ومعه مسلم بن عمرو الباهلى وشريك بن الاعور فتساقطوا عنه ,فكان اول من سقط شريك , ورجو ان يقف عليهم ويسبقه الحسين الى الكوفه فلم يقف على احد منهم حتى دخل الكوفه وحده, فجعل يمر بالمجالس فلا يشكون انه الحسين فيقولون : مرحبا بك ياابن رسول الله : وهو لا يكلمهم, وخرج اليه الناس من دورهم, فساءه مارأى منهم.
وسمع النعمان فاغلق عليه الباب وهو لايشك انه الحسين, وانتهى اليه عبيد الله ومعه الخلق يصيحون:فقال النعمان : انشدك الله الا تنحيت عنى:فوالله ما انا بمسلم اليك اما نتى ومالى فى قتالك من حاجه :فدنا منه عبيد الله وقال له: افتح لافتحت:فسمعها انسان خلفه فرجع الى الناس وقال لهم : انه ابن مرجانه.
ففتح له النعمان فدخل ,واغلقو الباب وتفرق الناس ,واصبح فجلس على المنبر , وقيل :بل خطبهم من يومه !
اما بعد فان امير المؤمنين ولانى مصركم وثغركم وفيئكم ,وامرنى بانصاف مظلومكم, واعطاء محرومكم, والاحسان الى سامعكم ومطيعكم, وبشده على مريبكم وعاصيكم,وانا متبع فيكم امره, ومنفذ فيكم عهده , فانا لمحسنكم كالوالد البر, ولمطيعكم كا الاخ الشقيق, وسيفى وسوطى على من نزل امرى وخالف عهدى .(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
المصادر
1ـ مقتل الحسين: ابى مخنف :صـــــ 20 ,21 , 22.
الاخبار الطوال :الدينورى : صــ 231.
تاريخ الطبرى :جـ 6 : صــ180.
مقتل الحسين :الخوارزمى: صـ197 , 198.
الكامل فى التاريخ :جـ 4 :صـ 22.
ابصار العين :طاهر السماوى :صــ42 ,43.
مصرع الحسين :البوهى: صـ19.
شهيد كربلاء :فهمى عويس:صـ 157 ,159.
يزيد بن معاويه: عمر ابو النصر:صـ 48.
العقد الفريد :ابن عبد ربه :جـ 4 : صــ166.
ابو الشهداء :عباس العقاد :صـ57.
كتاب المحن :احمد التميمى:جـ 2
الفصل الرابع:
[b]عبيد الله يتوعد من يقف ضده.
ثم نزل فأخذ العرفاء والناس اخذا شديدا وقال:
اكتبوا الى العرفاء ومن فيكم من طلبه امير المؤمنين ومن فيكم من الحروريه واهل الريب الذين رايهم الخلاف والشقاء, فمن كتبهم الى فبرئ , ومن لم يكتب لنا احدا فليضمن لنا مافى عرافته,ان لا يخالفنا فيهم مخالف ولا يبغى علينا منهم باغ , فمن لم يفعل فبريئت منه الذمه وحلال لنا دمه وماله ,وايما عريف وجد فى عرافته من بغيه امير المؤمنين احد لم يرفعه الينا صلب على باب داره والقيت تلك العرافه.
وسمع مسلم بن عقيل بمقاله عبيد الله فخرج من دار المختار واتى دار هانئ بن عروه المرادى فدخل بابه واستدعى هانئا ,فخرج اليه ,فلما راه كره مكانه فقال له مسلم : اتيتك لتجيرنى وتضيفنى.
فقال له هانئ : لقد كلفتنى شططا,ولولا دخولك دارى لاحببت ان تنصرف عنى,غير انه يأخذنى من ذلك ذمام ,ادخل .فأواه ,فاختلفت الشيعه اليه فى دار هانئ .
دعا ابن ذياد مولى له واعطاه ثلاثه الاف درهم وقال له :
اطلب مسلم ابن عقيل واصحابه والقهم واعطهم هذا المال واعلمهم انك منهم واعلم اخبارهم .
ففعل ذلك واتى مسلم بن عوسجه الاسدى بالمسجد فسمع الناس يقولون:هذا يبايع للحسين ,وهو يصلى, فلما فرغ من صلاته قال له :
ياعبد الله انى امرؤ من اهل الشام انعم الله على بحب اهل البيت ,وهذه ثلاثه الاف درهم اردت بها لقاء رجل منهم بلغنى انه قدم الكوفه يبايع لابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقد سمعت نفرا يقولون انك تعلم امر هذا البيت وانى اتيتك لتقبض المال وتدخلنى على صاحبك ابايعه, وان شئت اخذت بيعتى له قبل لقائى اياه.
التدبير لقتل عبيد الله بن زياد:
ومرض هانئ بن عروه , فأتاه عبيد الله يعوده ,فقال له عماره بن عبد السلولى: انما جماعتنا وكيدنا قتل الطاغيه وقد امكنك الله فاقتله .
فقال هانئ :ما احب ان يقتل فى دارى.
وجاء ابن زياد فجلس عنده ثم خرج ,فما مكث الاجمعه حتى مرض شريك بن الاعور ,وكان قد نزل على هانئ وكان كريما على ابن زياد وعلى غيره من الامراء,وكان شديد التشيع ,وقد شهد صفين مع عمار.
فأرسل اليه عبيد الله:انى رائح اليك العشيه .فقال لمسلم :
ان هذا الفاجر عائدى العشيه فأذا جلس اخرج اليه فاقتله ثم اقعد فى القصر ليس احد يحول بينك وبينه ,فادا برأت من وجعى سرت الى البصره حتى اكفيك امرها.
فلما كان من العشى اتاه عبيد الله , فقام مسلم بن عقيل ليدخل,فقال له شريك : لايفوتنك اذا جلس. فقال هانئ بن عروه:
لا احب ان يقتل فى دارى.
فجاء عبيد الله فجلس وسأل شريكا عن مرضه, فأطال ,فلما رأى شريك ان مسلما لا يخرج خشى ان يفوته فأخذ يقول :
ماتنظرون بسلمى لا تحيوها اسقونها وان كانت بها نفسى
فقال ذلك مرتين او ثلاثا, فقال عبيد الله :ماشأنه؟ اترونه يخلط؟
فقال له هانئ: نعم ,مازال هذا دأبه قبيل الصبح حتى ساعته هذه,
فأنصرف .
وقيل:ان شريك لما قال اسقونها وخلط كلامه فطن به مهران فغمز عبيد الله فوثب,فقال له شريك:ايها الامير انى اوريد ان اوصى اليك.
فقال:سوف اعود اليك.
فقال له مهران: انه اراد قتلك. فقال :وكيف مع اكرامى له وفى بيت هانئ ويد ابى عنده؟ فقال مهران: هو ماقلت لك .
فلما قام ابن زياد خرج مسلم بن عقيل , فقال له شريك: ما منعك من قتله؟ قال :خصلتان ,اما احدهما فكرهيه هانئ ان يقتل فى منزله , واما الاخرى فحديث حدثه على عن النبى صلى الله عليه وسلم :ان الايمان قيد الفتك , فلا يفتك مؤمن بمؤمن.
فقال له :لو قتلته لقتلت فاسقا فاجرا كافر عادر. (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
1ـ مقتل الحسين :ابى مخنف : صــ28.
الاخبار الطوال: الدينورى : صــ235.
تاريخ الطبرى :ج6 : صــ 189.
مقتل الحسين : الخوارزمى : صــ 201.
الكامل فى التاريخ : ج4 : صــ 25.
اعلام الورى :الطبرسى : صــ 223.
انساب الاشراف :ج2 : صــ 336.
التاريخ الكبير :ابن عساكر : ج4 : صــ336.
العقد الفريد : ج4 :صــ 167.
المقفى الكبير : المقريزى : ج4 : صــ 582.
مقتل الحسين : المقرم : صــ 73.
ذكرى الحسين : حبيب أل ابراهيم : ج2 : صــ 31[
الفصل الخامس .
المكر والخديعه]
ثم ان مولى ابن زياد الذى دسه بالمال اختلف الى مسلم بن عوسجه بعد موت شريك ، فأدخله على مسلم بن عقيل فأخذ بيعته وقبض ماله وجعل يختلف اليهم ويعلم اسرارهم وينقلها الى ابن زياد .
القبض على هانئ.
وكان هانئ قد انقطع عن عبيدالله بعزر المرض ، فدعا عبيدالله محمد بن الاشعث ، واسماء بن خارجه ، وقيل : دعا معهما بعمر وبن الحجاج الذبيدى فسألهم عن هانئ وانقطاعه ، فقالوا : انه مريض . فقال انه يجلس على باب دارة وقد برأ ، فالقوه فمروه ان لا يدع ما عليه فى ذلك .
فأتوه فقولوا له :ان الامير قد سأل عنك وقال :لوا علم انه شاك لعدته ، وقد بلغه انك تجلس على باب دارك ، وقد استبطأك ، والجفاء لا يحتمله السلطان ،اقسمنا عليك لو ركبت معنا .
فلبس وركب معهم. فلما دنا من القصر احست نفسه بالشر فقال لحسان بن اسماء بن خارجه :يا ابن اخى انى لهذا لخائف ، فما ترى ؟ فقال:ما اتخوف عليك شيئا فلا تجعل على نفسك سبيلا .
وقال ابن زياد : اريد حياته ويريد قتلى عذيرك من خليلك من مراد .
وكان ابن زياد مكرما له ، فقال هانئ : وما ذاك ؟ فقال : يا هانئ ما هذه الامور التى تربص فى دارك لامير المؤمنين والمسلمين \ جئت بمسلم فأدخلته دارك وجمعت السلاح له والرجال وظننت ان ذالك يخفى على : قال : ما فعلت .
قال: بلى . وطال بينهما النزاع ، فدعا ابن زياد مولاه ذالك العين ،فجاء حتى وقف بين يديه ، فقال : اتعرف هذا ؟ قال : نعم ، وعلم هانئ انه كان عينا عليهم.
قال هانئ : اسمع منى وصدقنى ، فوالله لا اكذبك ، والله مادعوته ولا علمت بشئ من امره حتى رأيته جالسا على بابى يسألنى النزول على ، فاستحييت من رده ولذمنى
من ذلك زمام فأدخلته دارى وضفته ، وقد كان من امره الذى بلغك ، فيان شئت اعطيتك الان موثقا تطمئن به ورهينه تكون فى يدك حتى انطلق واخرجه من دارى واعود اليك .
فقال: لا والله . لا تفارقنى ابدا حتى تأتنى به . قال : لا اتيك بضيفى تقتله ابدا .
وقام مسلم بن عمرو الباهلى وقال:يا هانئ انشدك الله ان تقتل نفسك وتدخل البلاء على قومك : ان هذا الرجل ابن عم القوم وليسوا بقاتليه فادفعه اليه فليس عليك مخذاه ولا منقصه :قال بلى والله لا ادفع ضيفى وانا صحيح شديد الساعد كثير الاعوان.
فسمع ابن زياد ذلك فقال: ادنوه منى .فأدنوه منه. فقال:والله لتأتينى به او لاضربن عنقك : قال : اذن والله تكثر البارقه حول دارك : وهو يرى ان عشيرته ستمنعه .
فقال ابا البارقه تخوفنى ؟
فاطرق عبيدالله عند ذالك ومهران قائم على رأسه وفى يده معكزه ،فقال: وازلاه : هذا الحائك يؤمنك فى سلطانك.
فقال: خذه فأخذ مهران ضفيرتى هانئ ، واخذ عبيدالله القضيب يضرب انفه وجبينه وخده حتى كسر انفه وسيل الدماء على ثيابه ونثر لحم خديه وجبينه على لحيته حتى كسر القضيب ، وضرب هانئ يده الى قائم سيف شرطى وجبذه فمنع منه ، فقال له عبيد الله: احرورى احللت بنفسك وحل لنا قتلك : ثم امر به فألقى فى بيت واغلق عليه . فقام اليه اسماء بن خارجه فقال: ارسله يا غادر امرتنا ان نجيئك بالرجل فلما اتيناك به هشمت وجهه وسيلت دماءه وزعمت انك تقتله . فامر به عبيدالله . فلهز وتعتع ثم ترك فجلس.
تحرك قبيله هانئ .
وبلغ عمرو بن الحجاج ان هانئا قد قتل فأقبل فى مذحج حتى احاطوا بالقصر ، ونادى : انا عمرو بن الحجاج ، هذه فرسان مذحج ووجوهها ،لم نخلع طاعه ولم نفارق جماعه.
فقال عبيدالله بن زياد لشريح القاضى ، وكان حاضرا : ادخل على صاحبهم فانظر اليه ثم اخرج اليهم فأعلمهم انه حى .
ففعل شريح ، فلما دخل عليه قال له هانئ يا للمسلمين : اهلكت عشيرتك ؟ اين اهل الدين ؟ اين اهل النصر ؟ ايخلوننى وعدوهم وابن عدوهم : وسمع الضجه فقال : يا شريح انى لاظنها اصوات مذحج وشيعتى من المسلمين ، انه ان دخل على عشره نفر انقذونى .
فخرج شريح ومعه عين ارسله ابن زياد ، قال شريح : لولا مكان العين لابلغتهم قول هانئ .
فلما خرج شريح اليهم قال : قد حظرت الى صاحبكم وانه حى لم يقتل : ثم انصرفوا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصادر
1- مقتل الحسين : لابى مخنف :ص 30.
انساب الاشراف:ج2:ص338.
الاخبار الطوال الدينورى : ص 238.
تاريخ الطبرى : ج6 :ص188.
مروج الذهب المسعودى :ج3 : ص67.
العقد الفريد ابن عبدربه : ج4 : ص167.
المحن احمد التميمى :ص145.
حياه الحسين : عبدالحميد السحار :ص99.
الحسين :ابو النصر :ص69،70،71،72،73.
الامام الحسين : البوهى :ص21.
ذكرى الحسين : حبيب ال ابراهيم : الجزء الثانى :ص 31،32.
الحسين : على جلال الحسينى : ص 20 ، 21.
الكامل فى التاريخ : ج:4 ص29.
مقتل الحسين: الخوارزمى :ص203 ،204
عدل سابقا من قبل عودة حسن سالم في الإثنين نوفمبر 02, 2009 11:36 pm عدل 1 مرات